توصل علماء الفلك إلى أدلة جديدة تفيد بأن النجوم العجوزة والمحتضرة تدمر كواكبها، وخاصة الأقرب منها، إذ تتضخم النجوم وتتحول إلى عمالقة حمراء، ولكن هل يتأثر كوكب الأرض بهذه الظاهرة؟ هذا ما أجابت عنه دراسة جديدة.
ما هي النجوم العجوزة؟
النجوم العجوزة هي نجوم عملاقة مُحتضرة كانت يومًا مشابهة للشمس، لكنها انتفخت بشكل هائل مع اقترابها من المراحل النهائية لحياتها، وقد شك علماء الفلك في احتمال أنها ستلتهم أي كواكب قريبة جدًا منها وتدمرها، كما تدعم الأدلة الجديدة هذا الافتراض، وتظهر الأبحاث أن الكواكب أقل شيوعًا حول العمالقة الحمراء، خاصةً الأقدم منها، مما يشير إلى أن معظم كواكبها قد دُمّرت بالفعل، وفقًا لموقع “إرث سكاي”.
هل النجوم القديمة تدمر كواكبها القريبة؟
يعرف العلماء النجوم، مثل الشمس، بأنها تتمدد في النهاية إلى عملاق أحمر عند بدء موتها، لذا من المفترض أن أي كوكب خارجي قريب جدًا من النجم الأصلي سيُستهلك، وقد قدم باحثون في كلية لندن الجامعية وجامعة وارويك في المملكة المتحدة عدة أدلة تثبت صحة هذا الافتراض في 5 نوفمبر 2025، من خلال دراسة نصف مليون نجم عملاق أحمر تقريبًا، وتوصلوا إلى أن احتمالية وجود كواكب خارجية حول العمالقة الحمراء، وخاصة القديمة، أقل بكثير مقارنةً بالنجوم الأخرى، مما يشير إلى أن العديد من الكواكب القريبة منها ربما تكون قد دُمّرت بالفعل.
وفقًا للبيانات المستخدمة من قمر ناسا الاصطناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة (TESS)، حدد الباحثون 130 كوكبًا وكوكبًا مرشحًا لتكون كواكب، كان من بينها 33 كوكبًا جديدًا وغير معروف سابقًا، ونشروا نتائجهم التي خضعت للمراجعة في الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية في 15 أكتوبر 2025.
الانهيار الحلزوني
تبيّن أن الكواكب القريبة للغاية من النجم تبدأ بالاندفاع حلزونيًا نحو الداخل عندما يصبح النجم عملاقًا أحمر، بسبب قوة الجاذبية، وفي النهاية، يبتلعها النجم العملاق المنتفخ، وأشار الباحث الرئيسي إدوارد براينت من مختبر مولارد لعلوم الفضاء في كلية لندن الجامعية وجامعة وارويك إلى أن هذا دليل قوي على أن تطور النجوم خارج تسلسلها الرئيسي يمكن أن يساهم بسرعة في اندفاع الكواكب نحوها وتدميرها، وأكد أنهم لا يستطيعون رؤية تأثير ذلك بشكل مباشر وقياسه على مستوى عدد كبير من النجوم، ورغم ذلك فهم مندهشون من كفاءة هذه النجوم في ابتلاع كواكبها القريبة.
هل ظاهرة تدمير الكواكب تؤثر على الأرض؟
أوضح المؤلف المشارك من كلية لندن الجامعية، فينسنت فان إيلين، أن الأرض أكثر أمانًا من الكواكب العملاقة التي تقع بالقرب من نجمها، مشيرًا إلى أنهم نظروا إلى الجزء الأول من مرحلة ما بعد التسلسل الرئيسي، المليون أو المليونين سنة الأولى منها، ولا يزال أمام النجوم المزيد من التطور، وأكد أن الأرض قد تنجو من مرحلة العملاق الأحمر للشمس على عكس الكواكب العملاقة، لكن الحياة على الأرض على الأرجح لن تنجو، متوقعًا أن تصل الشمس إلى مرحلة ما بعد التسلسل الرئيسي بعد نحو 5 مليارات سنة، وأكد أن توقعات بقاء الأرض تبدو أفضل من الكواكب القريبة مثل عطارد والزهرة، مشيرًا إلى أن الرحلة ستكون صعبة.
