«فاجعة مؤلمة في مكة: عائلة كاملة من بنها تودع الحياة في حادث مأساوي، والدفن بجوار السيدة خديجة غداً»

«فاجعة مؤلمة في مكة: عائلة كاملة من بنها تودع الحياة في حادث مأساوي، والدفن بجوار السيدة خديجة غداً»

في لحظة صاعقة، تحولت رحلة إيمانية مقدسة إلى مأساة تقطع القلوب، عندما فقدت أسرة مصرية كاملة من بنها حياتها في حادث تصادم مروع بمكة المكرمة، ليُسجل التاريخ واحدًا من أكثر الحوادث إيلامًا في قلوب المصريين، حيث فارق جميع أفراد الأسرة، وهم ثلاثة أشخاص، الحياة في ثوانٍ معدودة، بما فيهم رضيع لم يتجاوز عمره أشهرًا قليلة.

المهندس أحمد عبد العليم السيد وزوجته الدكتورة آية محمد سلمان وطفلهما الرضيع سليم، انطلقوا من قريتهم كفر العرب بالقليوبية بقلوب مليئة بالأمل لأداء العمرة، لكن القدر كان له رأي آخر، شقيق المهندس أحمد، خالد عبد العليم، روى بصوت مختنق: “فقدت أخي وزوجته وابنهم في لحظة واحدة، هذا ألم لا يوصف، كانوا سعداء جدًا قبل السفر، أحمد كان يحمل سليم ويقول له ‘هنصلي في الحرم يا حبيبي'”. الحادث المروع أسفر أيضًا عن وفاة سائق السيارة الأخرى، ليصل عدد الضحايا إلى أربعة أرواح بريئة في تصادم واحد هز أركان الأمان في أقدس بقاع الأرض.

قد يعجبك أيضا :

والمفارقة المؤلمة أن هذه الأسرة التي جاءت تبحث عن الرحمة والغفران، ستجد مثواها الأخير في أكرم مكان يمكن أن يحلم به مسلم، حيث ستتم مراسم الدفن اليوم الاثنين في مقابر المعلاة المباركة، بجوار قبر السيدة خديجة رضي الله عنها وأبناء النبي القاسم وعبد الله، في شرف لا يناله إلا القلة المختارة، هذا المكان المقدس الذي يضم رفات الصحابة والصالحين، سيحتضن أرواحًا طاهرة فارقت الدنيا في أطهر حالاتها، د. خالد المطيري، خبير السلامة المرورية، علق قائلاً: “هذا النوع من الحوادث يمكن تجنبه بتحسين أنظمة السلامة والمراقبة، فكل روح تُفقد كان بالإمكان إنقاذها”.

قد يعجبك أيضا :

الحادث ألقى بظلاله القاتمة على كل من عرف الأسرة، وأثار تساؤلات مؤلمة حول السلامة المرورية في الأماكن المقدسة، حيث باتت آلاف العائلات التي تسافر سنويًا للعمرة والحج تعيش هاجسًا جديدًا، فكيف يمكن أن تتحول رحلة الإيمان إلى طريق للموت؟ أم سليم، جارة العائلة في كفر العرب، قالت بدموع لا تتوقف: “كانوا أسرة مثالية، أحمد معروف بأخلاقه الطيبة وابتسامته الدائمة، وآية طبيبة محترمة تساعد الجميع، وسليم ملاك صغير كان فرحة البيت”، الآن تغرق القرية بأكملها في حداد عميق، بينما تتصاعد المطالبات بضرورة مراجعة شاملة لأنظمة النقل والسلامة لمنع تكرار هذه المآسي المدمرة.

قد يعجبك أيضا :

بينما تستعد الأسرة لتوديع أحبائها في رحلتهم الأخيرة، تبقى الأسئلة المؤلمة معلقة في الهواء، كم أسرة أخرى ستدفع هذا الثمن الفادح قبل أن نتحرك بجدية لحماية أرواح الأبرياء؟ وكم من الأحلام المقدسة ستتحطم على أسفلت الطرق قبل أن ندرك أن السلامة ليست ترفًا، بل ضرورة حتمية لا تقبل التأجيل، إن دموع اليوم يجب أن تتحول إلى إجراءات الغد، وإلا ستبقى هذه المأساة مجرد رقم في إحصائيات منسية، بينما القلوب تنزف في صمت.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *