طيف أول: من ضفافك تتوالى الحكايات، كما يناسب المدن التي شهدت عبور الضوء، وها أنتِ بالأمس واليوم، لا تكتفين فقط بحضور البحر، بل تكتبين بمداد المجد اسمك في سجلات التاريخ، سلامًا، و متى ما شئنا نقدم لك التحية، طالما أنك بذرة الحل السلمي، وأنتِ الثورة.
الجهود الأمريكية والإماراتية في السودان
بعد تصريح ترامب حول السودان، كانت أول مكالمة دولية من ماركو روبيو لنظيره الإماراتي ونائب رئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، بهدف مواصلة النقاشات حول الجهود المشتركة لتحقيق وقف إنساني لإطلاق النار في السودان، اتصال سعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية لتجديد عهدها مع دولة الإمارات كطرف أصيل في الآلية الرباعية، وفي الأمس، أكد مسؤولون في البيت الأبيض لـ”أفريكاليكس” أن مسعد بولس، المستشار الأول لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون أفريقيا، سيصل إلى الإمارات اليوم في زيارة غير معلنة، لإجراء اجتماعات مع قيادات القوى المدنية والزعماء السياسيين السودانيين، وبحسب المصادر الأمريكية، ستتمحور المحادثات حول تعزيز دعم الكتل المدنية المؤيدة للسلام، والضغط نحو كبح تمدد التيارات الإسلامية المتطرفة، إضافة إلى تسريع المسار السياسي الذي تسعى واشنطن لدفعه لإنهاء الحرب التي تعصف بالسودان منذ أكثر من عامين.
دور القوى المدنية في عملية السلام
لقاء القوى المدنية من جانب الإدارة الأمريكية ليس فقط لدورها الكبير في السعي لتحقيق السلام عبر المنابر الدولية، بل لأنها جزء أصيل من الحل السلمي للأزمة السودانية، فالخطوة لا تعني تحركًا جديدًا يتخذ فيه بولس طريقًا موازيًا للحل العسكري، فالعملية السياسية هي الفقرة الثالثة في ورقة الاتفاق منذ عرضها في المنبر السعودي بجدة، والتي تضمنت: (وقف إطلاق النار، إدخال المساعدات، واستعادة المسار الديمقراطي بحكومة مدنية)، لذلك، إن كانت الخطوة تكشف جديدًا، فهي تؤكد أن أميركا تنتقل الآن في التنفيذ من البند الأول والثاني إلى الثالث، من دائرة الحرب إلى مرحلة ما بعد الحرب، وقد تجاوز بولس توقعات المراقبين بأن تكون خطواته في اتجاه طرفي الصراع للحوار ومناقشة الهدنة، لكن هذا التجاوز يؤكد أن الحل على الأرض أصبح “جاهزًا”، سواء كان توقيعًا على الاتفاق أو على وقف دائم لإطلاق النار، كما أكدت الزيارة أن الإمارات ليست باللاعب المتسلل بل فاعل إداري في هذه العملية، والقوى المدنية جزء من الحل السياسي للأزمة السودانية، وقد لعبت دورًا هامًا في الميدان الأبيض، وأقامت منابرها منذ بداية الحرب في عواصم أفريقية وعربية عدة، في جنوب أفريقيا، كينيا، إثيوبيا، مصر وغيرها.
خطاب عبد الله حمدوك والجهود المدنية
ولم يكن خطاب الدكتور عبد الله حمدوك، الذي دعا فيه قادة طرفي الحرب للاستجابة للرباعية وتحقيق السلام، والذي سبق زيارة بن سلمان لأميركا بيوم، مصادفة، فالتحليل يشير إلى أن خطابات الرجل تحوي رسائل واضحة تؤكد أنه قريب من مركز القرار الدولي، وما قام به تحالف “صمود” مع ذكر جهود القوى المدنية والسياسية الرافضة للحرب أعطاها وجودًا دوليًا معتبرًا، خاصة أن التحالف التزم بخطه دون تراجع، وتحفظ على الصراع، وأصبح هو اليد السلمية التي تمد للسلام، فالعمل على وقف الحرب لم يكن مشروعًا عاديًا، بل نداءً للسلام في ذروة المعارك، مما يبرز دور القوى المدنية كجزء لا يتجزأ من الحل السياسي الدولي، بما تحمله من رمزية الثورة والحكم المدني الذي تعرض للاعتداء.
مواقف الحركة الإسلامية بعد تصريحات ترامب
ورطة الحركة الإسلامية في الترحيب بمبادرة بن سلمان بعد تصريحات ترامب، ومشاعر الخوف والهلع بعد تصريحات مسعد بولس، تكشف عقلية التيار الإسلامي الذي يدير الحرب، حيث تتمثل هذه العقلية في رؤية ميدانية أمنية، مما جعلها تفشل في قراءة الأحداث السياسية.
المصدر من هنا
