كتب : محمود الهواري
04:42 م
24/11/2025
نجح العلماء في رصد المذنب البينجمي الثالث 3I/ATLAS أثناء مروره بالقرب من المريخ، حيث سجلت المسافة حوالي 30 مليون كيلومتر (18.6 مليون ميل).
أتاحت هذه الزيارة غير المسبوقة، للعديد من البعثات الحالية حول الكوكب الأحمر، التابعة لناسا ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA)، فرصة لتوثيق صور دقيقة وتحليل تركيب المذنب.
صور المذنبات عبر وكالات الفضاء
نشرت ESA صورًا التقطتها مركبتي Mars Express وExoMars Trace Gas Orbiter (TGO)، بينما قدمت الصين صورًا التقطتها مركبة Tianwen-1 المدارية، في حين اضطرت ناسا لتأجيل نشر البيانات بسبب إغلاق الحكومة، لكنها أصدرت لاحقًا صورًا التقطتها ثلاث بعثات: MRO وMAVEN وPerseverance، عبر الضوء البصري والأشعة فوق البنفسجية، بما في ذلك صورة خافتة للمذنب باستخدام كاميرا MRO عالية الدقة HiRISE.
تفاصيل الرصد وأهمية الصور
التقطت HiRISE صورًا للمذنب في 2 أكتوبر عند بعد حوالي 0.2 وحدة فلكية، وهي من أقرب المشاهد التي يمكن لأي مركبة فضائية أو تلسكوب أرضي التقاطها، هذه الصور ساعدت العلماء على تقدير حجم نواة المذنب وغلافه الغازي، الذي يبلغ حوالي 1500 كيلومتر (932 ميلًا)، كما وفرت صور MAVEN بالأشعة فوق البنفسجية تحليلاً دقيقًا للتركيب الكيميائي للمذنب وحددت نسب الهيدروجين إلى الديوتيريوم، مما يساعد في فهم مكان نشأته.
تقنيات الرصد السابقة والحداثة
تم استخدام تقنيات مماثلة عام 2014 لرصد مذنب سايدينغ سبرينغ، ويعد رصد 3I/ATLAS فرصة نادرة، إذ أظهر قدرة العلماء على دمج تقنيات التصوير الضوئي والأشعة فوق البنفسجية لدراسة الأجرام بين النجمية، وصرح شين بيرن، الباحث الرئيسي في مشروع HiRISE بجامعة أريزونا، قائلاً: “لا تزال رصدات الأجرام بين النجمية نادرة، مما يجعلنا نتعلم شيئًا جديدًا في كل مرة”.
مساهمة كل بعثة في الدراسة
أوضحت ليزلي تامباري، عالمة مشروع MRO من مختبر الدفع النفاث، أن “MRO يسهم في رصد الظواهر السطحية والمذنبات العابرة، وهذا أحد تلك المناسبات التي أتاح لنا فيها HiRISE دراسة جسم فضائي عابر”، كما التقطت MAVEN صورًا بالأشعة فوق البنفسجية على مدار عشرة أيام، ما وفر تحليلًا دقيقًا للغلاف الغازي للمذنب.
رصد المذنب من سطح المريخ
التقطت كاميرا Mastcam-Z على متن مركبة Perseverance صورًا للمذنب في 4 أكتوبر من داخل فوهة جيزيرو، مع ظهور المذنب بالكاد بسبب ضؤه الخافت مقارنة بالنجوم المحيطة، ما تطلب وقتًا طويلاً للحصول على الصور، ومنذ ذلك الحين، أظهر المذنب زيادة ملحوظة في السطوع ونشاطًا جديدًا في الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية، مع وضوح أكبر للون.
اقتراب المذنب من الأرض
من المتوقع أن يصل 3I/ATLAS إلى أقرب نقطة من الأرض يوم الجمعة 19 ديسمبر 2025، عند مسافة تعادل ضعف المسافة بين الأرض والشمس (وحدتان فلكيتان)، دون أن يشكل أي تهديد للأرض.
