«أمطار غزيرة تجتاح تايلاند: السكك الحديدية في حالة شلل والمحافظات تواجه العزلة»

«أمطار غزيرة تجتاح تايلاند: السكك الحديدية في حالة شلل والمحافظات تواجه العزلة»

تسببت الفيضانات الشديدة الناجمة عن هطول أمطار غزيرة مستمرة في شلل كامل لحركة النقل في المناطق الجنوبية من تايلند، بسبب إغلاق السكك الحديدية وانقطاع الطرق السريعة في عدة محافظات، مما أثر بشكل كبير على مئات آلاف السكان والمسافرين.

وأعلنت شركة السكك الحديدية التايلندية إيقاف 12 قطارا رئيسيا اعتبارا من اليوم (الإثنين)، مع تعديل مسارات 4 قطارات أخرى في الجنوب، وذلك وفقاً لتقارير «بانكوك بوست»، في ظل تصاعد مستويات المياه في 10 محافظات جنوبية، مع تحذيرات من كارثة إنسانية محتملة إذا استمرت الأمطار.

بدأت الأزمة في 17 نوفمبر مع تحذيرات من مكتب الموارد المائية الوطني لـ11 محافظة جنوبية من خطر الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية حتى 22 نوفمبر، لكن الأمطار المستمرة أدت إلى تصعيد الوضع، وفي 24 نوفمبر، أغلقت السكك الحديدية خطوطا رئيسية نتيجة ارتفاع المياه إلى 15 سم فوق السكك في مناطق مثل تشونغ خو-رون فيبون وخطوط هات ياي-باتاني (سونغخلا).

تدخل عاجل وإغلاق طرق رئيسية

وعلى صعيد الطرق، أعلنت مديرية إدارة الطرق السريعة إغلاق عدة طرق رئيسية، بما في ذلك في سونغخلا، باتاني، يالا، وترانغ، حيث غمرت المياه الطريق السريع في هات ياي بعمق 40-60 سم، مما جعله غير صالح إلا للمركبات ذات الارتفاع العالي، كما أغلقت إدارة الطرق الريفية 14 طريقا رئيسيا في 5 محافظات، وأوقفت شركة النقل البري خدمات الحافلات، مما أدى إلى عزل آلاف السكان، مع تقارير عن نقص في المياه النظيفة والغذاء في المناطق الغارقة.

أعلن حاكم محافظة سونغخلا أن المحافظة ومحيطها «مناطق حمراء»، مطالباً بإجلاء فوري للسكان الضعفاء، بينما زار نائب رئيس الوزراء أنوتين شارنفيراكول المناطق المتضررة يوم 22 نوفمبر لتوزيع المساعدات، حيث أشار إلى أن الوضع خطير، ويجب على الجميع الالتزام بتعليمات السلطات.

أزمة فيضانات وانهيارات متكررة

تُعتبر تايلند من أكثر الدول الآسيوية تأثراً بالفيضانات السنوية، خصوصاً في الجنوب خلال موسم الرياح الموسمية الشمالية الشرقية من نوفمبر إلى مارس، الذي يجلب أمطاراً غزيرة تصل إلى 90 ملم في 24 ساعة، مما يؤدي إلى حدوث فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية.

في عام 2025، من المتوقع تفاقم الوضع بسبب ظاهرة «لا نينيا» المتوقعة، التي تزيد من شدة الأمطار بنسبة تصل إلى 20% مقارنة بالمتوسط، وفقاً لتقارير منظمة الأرصاد الجوية العالمية.

تعاني منطقة الجنوب، التي تعتمد اقتصادياً على الزراعة مثل المطاط والأرز والسياحة، سنوياً من خسائر تصل إلى مليارات البات التايلندي، كما حدث في فيضانات 2011 التي أثرت على 20 مليون شخص، حيث أثرت الفيضانات على أكثر من 130 ألف أسرة في 7-10 محافظات، مع إجلاء آلاف السكان وتعطيل التجارة الحدودية مع ماليزيا، حيث علق نحو 4 آلاف سائح ماليزي في هات ياي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *