يمكن قراءة الجزء السابع من المقال هنا
Osu! Tatakae! Ouendan
تُعتبر لعبة Osu! Tatakae! Ouendan، التي طوّرتها شركة iNiS Corporation وأُصدرت في عام 2005، واحدة من الألعاب الأكثر ابتكارًا في استخدام قلم الـDS، حيث تختلف تمامًا عن ألعاب الإيقاع التقليدية، فتتمحور فكرة اللعبة حول فريق من المشجعين يستخدم مهاراتهم وحماسهم لمساعدة الأخرين في مواقف حياتية غير عادية ومضحكة.
بدلاً من الضغط على الأزرار كما في معظم ألعاب الإيقاع، تعتمد Ouendan بالكامل على الشاشة اللمسية، حيث يُطلب منك متابعة الحلقات التي تظهر على الشاشة، ثم النقر عليها في الوقت المناسب أو سحب القلم وفق مسارات معينة تتوافق مع إيقاع الموسيقى، مما يجعل التجربة حيوية، سريعة، ومرهقة للأعصاب ولكن بطريقة مسلية، خاصة عند مواجهة مستويات أصعب تضع على عاتق اللاعب العشرات من النقرات والمسارات المتتابعة في أوقات قصيرة.
تتمتع اللعبة بكفاءة ميكانيكية، إذ تستجيب الشاشات اللمسية بدقة، وتتناسق الأنماط الإيقاعية مع الأغاني اليابانية المختارة بعناية، فالموسيقى ليست مجرد خلفية بل تشكل العمود الفقري للتجربة، حيث تتناغم مع الأحداث الكوميدية على الشاشة العلوية، وتتضمن قصصًا قصيرة طريفة عن أشخاص في مواقف يائسة، تحتاج لمساعدة فريق التشجيع لإنقاذ يومهم، مما يمنح اللعبة شخصية فريدة تميزها عن غيرها.
على الرغم من وجود النسخة الإنجليزية البديلة Elite Beat Agents التي تتبع نفس أسلوب اللعب، إلا أن قائمة الأغاني في Ouendan تتفوق بكثير من حيث التنوع والجودة، فضلاً عن انسجامها مع الحالات الكوميدية المقدمة أثناء اللعب، كما أن الخصوصية اليابانية، من الشخصيات إلى الأغاني الشعبية، تضفي حضورًا خاصًا على Ouendan، يجعلها أكثر تميزًا من نسختها الغربية.
ولا داعي للقلق بشأن حاجز اللغة اليابانية، فطريقة اللعب بديهية للغاية، ويمكن استيعاب كل مرحلة بلا حاجة لقراءة النصوص، بل إن تكامل الموسيقى والحركة يجعل القصة واضحة دون ترجمة تقريبًا، وهذا ما جعل اللعبة ونسختها الثانية الصادرة في عام 2007 من ضمن أكثر ألعاب الإيقاع المحبوبة عالميًا رغم كونها يابانية بحتة.
تُعتبر Osu! Tatakae! Ouendan ليست مجرد لعبة إيقاع، بل تجربة من الطاقة، والحماس، والابتكار، وتظل واحدة من أفضل الألعاب التي عرضت القدرات الفريدة لجهاز Nintendo DS، كما أنها واحدة من أكثر العناوين التي تمنح اللاعب سعادة خالصة مع كل ضربة قلم على الإيقاع.
Grand Theft Auto: Chinatown Wars
تقدم لعبة Grand Theft Auto: Chinatown Wars، التي طورتها Rockstar وأُصدرت في عام 2009، تجربة فريدة على جهاز Nintendo DS، حيث تجمع بين عالم الجريمة الواسع المعروف به السلسلة، وأسلوب لعب مصمم خصيصًا لقدرات الجهاز المحمول، مما يجعلها واحدة من أكثر الألعاب تميزًا على المنصة.
تبدأ القصة مع هونغ لي، عضو منظمة الترياد، الذي يتعرض لهجوم عنيف يجعل منه في عداد الموتى، بينما يسرق الإرث العائلي الذي كان مكلفًا بتسليمه، مما يدفعه للدخول في رحلة انتقامية لاستعادة ما سُرق منه، حيث تمضي القصة بوتيرة متسارعة مليئة بالأحداث، وتضع اللاعب في قلب صراع الجريمة المنظمة والتوازنات المتغيرة في مدينة مليئة بالمخاطر والخيانة.
على الرغم من وجود نشاط واسع في تجارة المواد الممنوعة، يبقى هذا العنصر جانبيًا في تجربة أكبر، فتركز اللعبة على المهمات الرئيسية التي صُممت بعناية، وتعرض إنجازات Rockstar في بناء مشاهد قوية، وشخصيات نابضة بالحياة، ومفاجآت متلاحقة، حيث يضفي دمجها مع النشاطات الحياتية إحساسًا بالحيوية دون أن يطغى على الخط السردي الرئيسي.
تستفيد اللعبة بشكل جلي من قدرات جهاز Nintendo DS، حيث تسمح باستخدام القلم لفتح الأبواب وكسر الأقفال، كما يمكن استخدام الميكروفون لإطلاق صفير لجذب سيارات الأجرة، وهذه لمسات تفاعلية تضيف واقعية وتنوعًا لطبيعة اللعب، وتبرز كيف استطاعت Rockstar استخدام أدوات الجهاز لبناء عالم متكامل.
أما الجانب البصري، فيظهر من خلال رسوم قوية، وألوان زاهية، ومشاهد حركية انسيابية، مما يمنح المدينة مظهرًا يتناسب مع طابع السلسلة المعروف، ويقدم بيئة مليئة بالتفاصيل للاستكشاف، ومع أن الجهاز محدود تقنيًا، أثبتت Chinatown Wars قدرة Nintendo DS على احتواء عالم كبير ومعقد يشبه تلك العوالم التي بنتها Rockstar على منصات أقوى.
عمومًا، تقدم اللعبة تجربة متقنة تجمع بين القتال والاستكشاف، بالإضافة إلى مهمات متنوعة تفاعلية، مما يجعلها واحدة من أفضل ألعاب الحركة على Nintendo DS، ويعكس قدرتها على تقديم عوالم غنية وكبيرة على جهاز محمول صغير، من دون التخلي عن الهوية أو الجودة التي تميز سلسلة Grand Theft Auto.
Mario Kart DS
تُعتبر Mario Kart DS، من تطوير Nintendo والصادرة في عام 2005، واحدة من أهم الألعاب على الجهاز وأكثرها تأثيرًا، فهي لم تقتصر على متابعة نجاح السلسلة، بل قدمت مجموعة من الابتكارات التي جعلتها تتصدر ألعاب السباقات المحمولة لسنوات طويلة، حيث كانت هذه هي اللعبة الخامسة الرئيسية في السلسلة وفتحت أبواب جديدة لما يمكن أن تقدمها Mario Kart على جهاز صغير مثل Nintendo DS.
أبرز الإضافات كانت كونها أول لعبة في السلسلة تسمح باللعب عبر الإنترنت عالميًا، مما منح اللاعبين فرصة التنافس مع آخرين من جميع أنحاء العالم، ورغم أن الاتصال في ذلك الوقت لم يكن دائمًا ثابتًا، إلا أن الفكرة كانت قفزة كبيرة، وأحدثت تحولًا في تجربة اللعب الجماعي عبر أجهزة Nintendo المحمولة، كما ظهرت عناصر جديدة لأول مرة مثل Bullet Bill الذي يغير مسار السباق بالكامل، وBlooper الذي يحجب الرؤية بشكل كوميدي مما يضيف متعة للمنافسة.
كما قدمت اللعبة طورًا جديدًا في نمط المعارك، وهو Shine Runners الذي يعتمد على جمع أكبر عدد من النجوم وسط فوضى الهجمات، مما ساهم في إثارة المنافسات الحامية والجدالات بين اللاعبين بسبب شدته وسرعته.
على صعيد المسارات، قدمت اللعبة ستة عشر مسارًا جديدًا كليًا موزعة على أربع كؤوس، بالإضافة إلى ستة عشر مسارًا كلاسيكيًا مختارة من إصدارات SNES وN64 وGBA وGameCube، مما أضفى على اللعبة تنوعًا وزخمًا طويل الأمد بفضل اختلاف التصميمات والتحديات.
لكن المفاجأة الأكبر كانت في Mission Mode، الطور الحصري الذي لم يتم تقديمه في أي لعبة Mario Kart أخرى بنفس الصيغة، حيث يقدم مهمات متنوعة تتراوح بين تجاوز أعداء محددين، وجمع عملات، وهزيمة زعماء في سباقات خاصة، مما جعل اللعبة تتجاوز سباقات عادية وتعزز من قيمتها وإمكانية إعادة لعبها مرات عديدة.
كل ذلك يستند إلى أسلوب تحكم متقن، الذي اشتهرت به Mario Kart منذ بدايتها، حيث يضمن استجابة سريعة، ونعومة في الانجراف Drift، وتوازن مثالي للمركبات والشخصيات، مما يجعل التجربة ممتعة وصادقة مهما تكرر اللعب.
بفضل محتواها الكبير، وتجاربها المتنوعة، وجرأتها في إدخال اللعب العالمي لأول مرة، تُعد Mario Kart DS واحدة من بين أفضل ألعاب الجهاز على الإطلاق، بل إن الكثيرين يرونها أفضل تجربة يمكن شراؤها على Nintendo DS، لما تجمعه من متعة، وجودة، وعمق لا يُنسى.
كاتب
