إذا كان البشر سيقضون وقتاً طويلاً في الفضاء كما يأمل البعض، فمن الضروري فهم تأثير رحلات الفضاء على أجسامهم، تتصرف أجسام البشر في الفضاء مثل علبة صودا جاهزة للانفجار، وقد تؤثر رحلات الفضاء في أجهزتهم المناعية، وتسبب فقدان كتلة العضلات والعظام بمعدل متزايد.
لكن كيف يؤثر الفضاء في قدرة البشر على إنجاب ذرية سليمة؟
نتائج الدراسة حول الخلايا الجذعية
وجدت دراسة نُشرت في 15 أغسطس في مجلة Stem Cell Reports أن الخلايا الجذعية للفئران، والمحفوظة بالتبريد في الفضاء، قد تنتج ذرية سليمة.
أهمية الخلايا الجرثومية
إن الخلايا الجرثومية هي الخلايا السلفية للبويضات والحيوانات المنوية، إن دراسة تأثير رحلات الفضاء في الخلايا الجرثومية أمر بالغ الأهمية، لأنها تؤثر مباشرةً في الجيل التالي، إذا تعرضت هذه الخلايا لضرر لا رجعة فيه، فمن المرجح انتقاله إلى الأبناء، كشفت دراسات سابقة على الخلايا الجذعية الجنينية التي خضعت لرحلات فضائية عن بعض التشوهات، ومع ذلك، ما زال السبب الدقيق لهذا الضرر غامضًا.
دراسة فريق جامعة كيوتو
قرر فريق من جامعة كيوتو في اليابان اختبار الضرر المحتمل الذي تُلحقه رحلات الفضاء بالخلايا الجذعية المنوية، وهي نوع من الخلايا الجرثومية تعيش في الخصيتين، وتتحول إلى حيوانات منوية للتكاثر، استخدم الفريق خلايا جذعية من الفئران، تتميز بعمر تكاثر أقصر بكثير من البشر، مما يسهل اكتشاف أي ضرر قد يلحق بالجنين.
اختبار الخلايا في الفضاء
جمدوا أولاً الخلايا الجذعية، ثم أُرسلت الخلايا إلى محطة الفضاء الدولية، حيث خُزنت في مُجمد عميق لمدة ستة أشهر، عندما أُعيدت الخلايا إلى كيوتو، لم يُلاحظ الفريق أي تشوهات أولية.
نتائج زراعة الخلايا
زرع باحثو الفريق الخلايا في خصيتي فأر فور أن ذوبوا الجليد عنها، وُلدت ذرية الخلايا المُجمدة عقب تزاوجها بالطريقة التقليدية بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر، كانت الفئران حديثة الولادة بصحة جيدة، وكان تعبيرها الجيني طبيعيًا، وفقًا للفريق، يُشير هذا إلى أن الخلايا الجرثومية المحفوظة بالتجميد تستطيع الحفاظ على الخصوبة مدة ستة أشهر على الأقل في حالة الفئران.
توقعات الباحثين
قال ميتو كاناتسو-شينوهارا، الباحث المشارك في الدراسة: «من المهم دراسة المدة التي يُمكننا فيها تخزين الخلايا الجرثومية في محطة الفضاء الدولية لفهم حدود التخزين بشكل أفضل لرحلات الفضاء البشرية المستقبلية».
تخزين الخلايا الجذعية
يمكن حفظ أنواع عديدة من الخلايا الجذعية بالتجميد، مع الحفاظ على إنتاج حيوانات منوية سليمة، بدراسة كيفية استجابة هذه الخلايا لعملية التجميد في الحيوانات البديلة، يُمكن فهم تأثيرها بشكل أفضل على الخلايا التي تُصبح بويضات وحيوانات منوية خلال رحلات الفضاء طويلة المدى في المستقبل.
تحليل البيانات
توقع الفريق أن تكون رحلة الفضاء نفسها أكثر ضررًا على الخلايا الجذعية المنوية من التجميد، وذلك نظرًا لحساسيتها للإشعاع، إلا أن العكس كان صحيحًا في هذه الحالة، فقد أدى تركيز بيروكسيد الهيدروجين المُستخدم في التجميد إلى القضاء على بعض الخلايا، ولكن ما تزال هناك اختلافات طفيفة بين الخلايا الجرثومية قبل رحلة الفضاء وبعدها.
الحاجة لمزيد من الدراسات
هناك حاجة إلى العديد من الدراسات الإضافية للوصول إلى استنتاجات بشأن البشر، في حين يبدو نسل الفئران طبيعيًا، ولا يحتوي على أنماط حمض نووي غير طبيعية، ما زال من غير الممكن استبعاد وجود مشكلات صحية طويلة الأمد، سيُجزَم بذلك فقط بعد تحليل عمر هذه الفئران وخصوبتها والأجيال اللاحقة منها بشكل صحيح.
استمرارية البحث
يقول كاناتسو شينوهارا: «ما زال لدينا بعض الخلايا الجذعية المنوية المجمدة على متن محطة الفضاء الدولية، لذلك سنواصل إجراء المزيد من التحليلات».
