«النزوح الجماعي» 18 ألف يمني يغادرون منازلهم في عام واحد والأعداد الحقيقة تتجاوز ذلك

«النزوح الجماعي» 18 ألف يمني يغادرون منازلهم في عام واحد والأعداد الحقيقة تتجاوز ذلك

كل 48 دقيقة، تُجبر أسرة يمنية على مغادرة منزلها إلى الأبد، في مأساة صامتة تتفاقم يوماً بعد يوم، خلال أسبوع واحد فقط، أصبح 210 أشخاص بلا مأوى، يحملون حقائب صغيرة تضم كل ما تبقى من حياتهم، الأرقام الحقيقية مرعبة: 18,396 نازح منذ بداية العام، والوقت ينفد قبل أن تتحول هذه المأساة إلى كارثة إنسانية لا يمكن احتواؤها.

تفاصيل مأساة النزوح

في تفاصيل صادمة كشفت عنها منظمة الهجرة الدولية، نزحت 35 أسرة تضم 210 أفراد خلال أسبوع واحد من محافظات مأرب والحديدة وتعز والضالع وأمانة العاصمة وحضرموت وسقطرى، أم سالم، التي فرت مع أطفالها الخمسة من تعز، تروي بصوت مختنق: “تركنا كل شيء خلفنا، حتى ذكرياتنا محوناها الحرب”، الإحصائية الأكثر إيلاماً: 74% من هؤلاء النازحين فروا بسبب التدهور الأمني، بينما أُجبر 26% على الرحيل لأسباب اقتصادية قاسية.

انهيار النسيج الاجتماعي

هذه المأساة ليست وليدة اليوم، بل نتيجة صراع دموي مستمر منذ 11 عاماً، حول اليمن إلى جحيم حقيقي، جيل كامل من الأطفال اليمنيين نشأ وسط أصوات المدافع وصراخ النازحين، في مشهد يُذكِّر بأكبر أزمات النزوح منذ الحرب العالمية الثانية، د. أحمد المخلافي، خبير الشؤون اليمنية، يحذر: “نحن أمام انهيار كامل للنسيج الاجتماعي اليمني، والأسوأ لم يأتِ بعد”.

معاناة مستمرة

المأساة لا تتوقف عند أرقام النزوح الباردة، بل تمتد لتدمر مستقبل آلاف الأطفال الذين انقطعوا عن التعليم، وتدمر أحلام أسر بأكملها فقدت مصادر رزقها، سالم القاسمي، الذي نزح من مأرب، يصف رحلة الألم: “نسير كالماء الذي ينسل من بين الأصابع، نتسرب من مكان لآخر بلا هدف”، النتيجة المرعبة: 18,396 نازح يشكلون الآن عدد سكان مدينة صغيرة كاملة بلا مأوى، في قنبلة إنسانية موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.

نداء للإنقاذ

بينما يستمر النزيف اليومي للأسر اليمنية، تبقى المساعدات الدولية قطرة في بحر من المعاناة، الخبراء يتوقعون تفاقم الوضع مع اقتراب فصل الشتاء، حيث قد تصل أعداد النازحين إلى مئات الآلاف إذا لم يتدخل المجتمع الدولي عاجلاً، السؤال المؤرق الذي يطرح نفسه: كم من الوقت سنبقى نشاهد هذه المأساة الإنسانية صامتين، بينما ينزف اليمن أطفاله ونساءه أمام أعيننا؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *