قبل 3 ساعة
نستعرض في جولة عرض الصحف ليوم الثلاثاء ثلاثة مقالات من الصحف البريطانية والأمريكية، التي تتحدث عن التصعيد الأمريكي الأخير ضد فنزويلا، وخطة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى أهمية مرونة العمل للتوفيق بين الوظيفة وتربية الأطفال.
المسيرة الغامضة نحو تغيير النظام في فنزويلا
نبدأ جولتنا من صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، ومقال بعنوان “المسيرة الغامضة نحو تغيير النظام في فنزويلا” للكاتبة ميشيل جولدبرج، تتناول فيه الكاتبة تصنيف الولايات المتحدة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو كعضو في منظمة إرهابية “غير موجودة”، تُدعى “كارتل دي لوس سولس”، وتوضح أن “الكارتل” ليس تنظيماً حقيقياً، بل وصفاً صحفياً قديماً، وأن استخدامه يأتي في إطار “التهديد والمبرر في آن واحد لعملية محتملة لتغيير النظام” في فنزويلا، كما تسلط الضوء على “المؤشرات المقلقة” الصادرة عن الإدارة الأمريكية والداعية إلى “توسيع صراعها المسلح مع تجار المخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ ليشمل فنزويلا”، وتفصح عن أن الإدارة الأمريكية تتجه نحو الحرب دون نقاش عام أو دعم شعبي، عقب وصول أكبر حاملة طائرات أمريكية للمنطقة، إضافة إلى السماح لترامب بعملية استخباراتية سرية في فنزويلا، وترى أن خطاب الإدارة عن حرب المخدرات لا يعدو كونه “ذريعة”، حيث إن مخدر “الفنتانيل” هو جوهر أزمة الإدمان الأمريكية، ولا ينشأ ولا يمر عبر فنزويلا، كما تشير إلى وجود أجندة سياسية داخل الإدارة، حيث يقود وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سياسة البيت الأبيض تجاه فنزويلا، وهو “مناهض متحمس للشيوعية” ويرغب في الضغط على كوبا، حيث وُلد والدا روبيو، وتقول إن “الإطاحة بمادورو قد تكون وسيلة لفرض سيطرة ترامب على نصف الكرة الغربي”، بالإضافة إلى مصالح مرتبطة بالنفط، حيث تمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية معروفة في العالم، وتحذر في الختام من أن الضغط الأمريكي قد يدفع الإدارة إلى التصعيد فقط لأنها قد وصلت بعيداً ولا تستطيع التراجع بسهولة، في وقت “لا يرغب فيه الأمريكيون في القتال”.
خطة ترامب لا تمنح بوتين كل شيء، لكنها تمنحه ما يكفي ليُعلن النصر
ننتقل إلى مقال في صحيفة الغارديان البريطانية، بعنوان “خطة ترامب للسلام كانت عملاً شائناً مؤيداً للكرملين، ويُعدّ فشلها بارقة أمل لأوكرانيا” للكاتب راجان مينون، ويستهل الكاتب مقاله بانتقاد خطة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا المكونة من 28 نقطة، مشيراً إلى أن “الخطة وضعت أوكرانيا في موقف صعب للغاية، ومنحت فلاديمير بوتين تنازلات لم تحصل عليها روسيا حتى الآن في ساحة المعركة”، كما يضيف أن “خطة ترامب للسلام بمثابة هدية عيد ميلاد مبكرة لبوتين”، و رغم إحراز روسيا تقدم، إلا أنها ليست قريبة من تحقيق هدف الحرب الأساسي، وهو السيطرة على المقاطعات الأوكرانية الأربع، كما أن الجيش الأوكراني ليس على وشك الانهيار، وقد يذكر الكاتب حجم خسائر روسيا، والتي تتجاوز مليون ضحية، وحوالي 150 ألف قتيل مؤكد، بالإضافة إلى أكثر من 23 ألف قطعة من المعدات المدمرة أو المُتضررة، فضلاً عن مشكلات في الوقود والطاقة، ويرى أن اختيار المفاوضين من الجانب الأمريكي مقابل المفاوض من الجانب الروسي يشكّل “فعلياً صفقة تميل لصالح روسيا”، مستعرضاً بعض النقاط “غير المتوازنة” في الخطة، مثل مطالبة أوكرانيا بتحديد قواتها المسلحة عند 600 ألف جندي، دون أن تواجه روسيا أي قيود مماثلة، إضافة إلى تخلي أوكرانيا عن التزامها بالانضمام إلى حلف الناتو “دستورياً”، ويُبيّن أن خطة ترامب تعترف بالقرم ودونيتسك ولوهانسك كمناطق روسية بحكم الأمر الواقع، مما يمنح بوتين أجزاءً من دونيتسك لم يستولِ عليها بعد، كما تُجمّد الخطة خطوط القتال، مما يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها في خيرسون وزابوريزهيا، ويقول الكاتب: “لا تمنح الخطة بوتين كل شيء، لكنها تمنحه ما يكفي ليُعلن النصر”، كما يرى أن “الخطة تعترف بالرواية الروسية بأن أوكرانيا مليئة بالنّازيين”، كونها تطالب “بتطهير أوكرانيا من النازية”، ويضيف أن “الخطة تمنح الكرملين حصانة كاملة من الملاحقة القضائية، مما يُلغي أوامر المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين وكبار مسؤوليه”، ويوضح الكاتب في الختام أنه “إذا كانت النتيجة النهائية لكل هذا هي عدم قبول اقتراح ترامب، فسيكون ذلك أمراً جيداً، خاصة لأوكرانيا”.
لديّ امتياز العمل من المنزل. تستحقّ المزيد من الأمهات ذلك
ونختتم جولتنا مع مقال بعنوان “لديّ امتياز العمل من المنزل. تستحقّ المزيد من الأمهات ذلك” للكاتبة نيكول راسل، في صحيفة “يو إس إيه توداي”، تتحدث فيه الكاتبة عن ضرورة ذهاب السيدات إلى “حل وسط” فيما يتعلق بالتوازن بين العمل وتربية الأطفال، والسعي للحصول على وظائف مرنة، أو العمل من المنزل، لتربية أطفالهنّ مع الحفاظ على مسيرتهنّ المهنية، كما تقول إن “العمل عن بُعد غالباً ما يُشبع الرغبة في العمل والرغبة في تربية الأطفال في المنزل”، مُدركةً أنه ليس امتيازاً متاحاً للجميع، إلا أن البيانات تُشير إلى زيادة في فرص العمل المرنة قد زادت خمسة أضعاف على الأقل على مدار عشرين عاماً، وتنتقد الشركات التي تُريد العودة إلى العمل التقليدي في المكتب بعد نجاح تجربة العمل الهجين خلال فترة تفشي فيروس كورونا، وتشير إلى أن “الأمومة لحظة زمنية قصيرة يجب الاستفادة منها”، مُكررةً أن العمل موجود دائماً، لكن فرصة التواجد مع الأطفال ستختفي مع الوقت، وتُشجع النساء على أن يكنّ هنّ من يربي أطفالهنّ بدلاً من أن يربّيهم شخص آخر، مؤكدةً أن المجتمع يحتاج أطفالاً، وأن تربية الأجيال مسؤولية عظيمة.
