«مطالب مصر من الحزب تعكس تطلعات الشعب نحو التغيير والتقدم»

«مطالب مصر من الحزب تعكس تطلعات الشعب نحو التغيير والتقدم»

على خط القاهرة- الضاحية: ماذا تريد مصر من الحزب؟ رغبة مصرية في فهم أوسع للخيارات المتاحة

شادي هيلانة – “أخبار اليوم”

تتوجه الأنظار نحو زيارة وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الذي وصل أمس إلى بيروت وقام بجولة اليوم على عدد من المسؤولين، حيث أكد من قصر بعبدا دعم مصر الكامل لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح، قائلاً: نقوم بجهد مكثف لتجنيب لبنان أي مخاطر تهدد أمنه وسلامته، وهذه الجهود لن تتوقف، كما دعا إلى وقف كافة الانتهاكات الإسرائيلية فوراً، يكشف أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي تقضي بتقديم كل سبل الدعم والمساعدة، وتوظيف شبكة العلاقات المصرية من أجل دعم التهدئة وتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، والعمل على نزع فتيل أي تصعيد محتمل، ويعكس عبد العاطي، الذي يزور لبنان للمرة الرابعة خلال عام ونصف، استعداد مصر للدخول بثقل أكبر في الملف اللبناني، بعد سلسلة اتصالات وجولات استطلاعية أجراها الجانب المصري مع السلطة اللبنانية في الفترة الماضية، وتفيد مصادر مطلعة من حزب الله، في حديثها إلى “أخبار اليوم”، أن التحرك المصري المنتظر يأتي استكمالاً لمسار بدأته القاهرة منذ عدة أشهر، حيث حملت الوفود المصرية التي زارت لبنان سابقًا مجموعة من الأفكار الأولية، هدفها استكشاف المواقف والاستماع إلى مختلف وجهات النظر، وتشير هذه المصادر إلى أن تلك اللقاءات لم تُنتج حتى الآن مبادرة مكتملة، بل جاءت كمرحلة تمهيدية لتبادل الأفكار وتلمس إمكانية صياغة مبادرة سياسية في الوقت المناسب، وتبرز في هذا السياق أهمية قنوات التواصل المفتوحة بين الحزب والجانب المصري، حيث تؤكد المصادر أن هذا التواصل لم يتوقف، بل تعمق في الأسابيع الأخيرة عبر مسارات مباشرة بين الطرفين، كما تكشف أن زيارة رئيس المخابرات المصرية، حسن رشاد، إلى بيروت لم تكن حدثًا منفصلًا، بل جزءًا من تواصل مستمر يعكس رغبة مصرية في فهم أوسع للخيارات المتاحة، أما الأوساط الدبلوماسية، فتعتبر أن مصر ماضية في هذا المسار، ولا تبدو في وارد التراجع عن دور أكثر حضوراً، في محاولة منها للوصول إلى رؤية واضحة تتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، مما يضع التحرك المصري في إطار التنسيق القائم داخل اللجنة الخماسية، مع توقع أن تتبلور خطوات إضافية في المرحلة المقبلة، وفي المحصلة، يبدو أن القاهرة أمام فرصة لاستعادة دورها التقليدي في الساحة اللبنانية، بينما يبقى مصير هذا الحراك رهناً بقدرتها على جمع الأطراف حول أرضية مشتركة، ومدى استعداد الداخل لتقبل أي مبادرة تطرح في المرحلة المقبلة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *