Published On 26/11/202526/11/2025
|
آخر تحديث: 16:56 (توقيت مكة)آخر تحديث: 16:56 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2
أعلنت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) أن مرصدها الشمسي “ستيريو” استطاع رصد المذنب القادم من بين النجوم 3آي/أطلس خلال الفترة من 11 سبتمبر/أيلول إلى 2 أكتوبر/تشرين الأول 2025، رغم التوقعات الأولية التي أشارت إلى أن الجرم سيكون باهتًا للغاية بالنسبة لأدوات المركبة.
وبحسب بيان صحفي من الوكالة، فإن هذا الرصد لا يتعلق بالتقاط صورة جديدة لمذنب، بل هو مثال يوضح كيف يمكن لمرصد تم تصميمه أساسًا لمراقبة الشمس أن يتحول، بفضل تقنيات معالجة الصور، إلى عين قادرة على التقاط أثر جسم قادم من خارج النظام الشمسي، يمر بسرعة ثم يختفي إلى الأبد.
الدلائل تشير إلى أن 3آي/أطلس جرم طبيعي (ناسا)
لاعب مهم
المهمة “ستيريو” (مرصد العلاقات الشمسية الأرضية) أُطلقت في عام 2006 بواسطة مركبتين تتبعان الشمس عبر مدارين مختلفين، بهدف دراسة نشاط الشمس والطقس الفضائي من زوايا متعددة.
اليوم، تواصل المركبة الأولى منهما العمل، مزودة بأدوات تراقب الفضاء القريب من الشمس، وهي منطقة يصعب على التلسكوبات الأرضية رصدها بسبب وهج الشمس وقرب الهدف منها في السماء.
تلك النقطة تجعل من “ستيريو” لاعبًا مهمًا في قصة 3آي/أطلس، فعندما يمر المذنب “خلف الشمس” بالنسبة للأرض يصبح من الصعب متابعة ذلك من الأرض، بينما تتيح مراصد “ستيريو” متابعة هذا الجزء من الرحلة.
وفقًا لناسا، كان من المتوقع أن يكون 3آي/أطلس خافتًا لدرجة لا تسمح لأدوات “ستيريو” برصده مباشرة، لكن فريق التحليل استخدم معالجة متقدمة تقوم على محاذاة الصور المتتابعة وتكديسها باستخدام أداة كاميرا تعمل في الضوء المرئي.
الفكرة ببساطة هي أنه عند التقاط صور كثيرة لجسم خافت للغاية، تكون “الضوضاء” البصرية (نقاط عشوائية وتفاوتات في الخلفية) أكبر من الإشارة، لكن إذا تم اصطفاف الصور بدقة على موقع الهدف وجمعها، فإن الإشارة الضعيفة تتراكم وتصبح أوضح، بينما تتناقص الضوضاء نسبيًا.
تشير البيانات الجديدة القادمة من “ستيريو” إلى أن 3آي/أطلس يعبر النظام الشمسي بسرعة تصل إلى حوالي 209 آلاف كيلومتر/ساعة، وهذه السرعات الكبيرة مألوفة للأجسام التي تسافر بين النجوم، لأنها لا “تدور حول الشمس كما تفعل مذنباتنا المعتادة، بل تأتي بطاقة حركة عالية من خارج النظام الشمسي.
وتظهر الصور الجديدة أن 3آي/أطلس هو مذنب طبيعي، ولا يحمل أي سمة تجعل العلماء يظنون أنه قد يكون مركبة فضائية، خلافًا للاعتقادات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية.
مراقبة متعددة
لم تكن مهمة “ستيريو” الوحيدة في متابعة المذنب 3آي/أطلس، بل شاركت منصات متعددة في الرصد بهدف بناء صورة أوضح عن حجمه وصفاته الفيزيائية وتركيبه، فالأجسام العابرة والسريعة مثل هذا لا تمنح العلماء وقتًا طويلاً، لذا فإن المراقبة الجماعية من آلات وزوايا رؤية متعددة تعزز من جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات قبل أن يبتعد.
أقرب اللقطات جاءت من قرب المريخ، حيث مرّ 3آي/أطلس على بُعد يقارب 30 مليون كيلومتر من المركبات التي تدور حول الكوكب، وتمكنت مركبة “مستطلعة المريخ المدارية” من توثيق صورة للمذنب باستخدام كاميرا “هاي-رايز” بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بينما جمعت مهمة “مافن” قياسات في نطاق الأشعة فوق البنفسجية تساعد على استكشاف مكونات المذنب وما يطلقه من غازات.
ولم تتوقف المتابعة عند المركبات المدارية، إذ تشير ناسا إلى أن مركبة “بيرزفيرانس” على سطح المريخ التقطت في أوائل أكتوبر/تشرين الأول لمحة خافتة للمذنب، ظهر فيها كأنه لطخة ضعيفة وسط حقل نجمي.
ورغم تواضع هذه اللمحة بصريًا، فإن قيمتها العلمية تكمن في تأكيد الرصد من منصة مختلفة تمامًا (على السطح بدلاً من المدار)، مما يضيف زاوية قياس جديدة.
وعلى مسافات أبعد، ذكرت ناسا أن المذنب رُصد أيضًا بواسطة مهمات كانت في طريقها لأهداف أخرى مثل “سايك” و”لوسي”، وقد ساعدت هذه البيانات الإضافية في تحسين تحديد المدار بدقة، بل وفي محاولة دراسة الهالة الغازية الخافتة التي تحيط بنواته، وهي مفتاح مهم لفهم نشاط المذنب وتركيبه عندما يسخن بالقرب من الشمس.
