صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة، أسفر الحريق الهائل عن وفاة نحو 44 شخصاً حتى الآن27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، 02:37 GMT
آخر تحديث قبل ساعة واحدة
“كلما اقتربت، ارتفعت شدّة الحرارة وزاد الإحساس بها، ويصبح الدخان كثيفاً للغاية”.
هذا ما قاله الطالب توماس ليو، الذي كان شاهداً على الحريق المدمر الذي أتى على أجزاء واسعة من مجمّع “وانغ فوك كورت” السكني المؤلف من ثمانية مبانٍ في منطقة تاي بو بهونغ كونغ.
أسفر الحريق الهائل، الذي وقع الأربعاء، عن وفاة نحو 55 شخصاً، بحسب إدارة الإطفاء في المدينة.
صرح متحدث باسم إدارة الإطفاء في مؤتمر صحفي بأن 51 شخصاً لقوا حتفهم في موقع الحادث، بينما توفي أربعة آخرون في المستشفى، كما أشار إلى وفاة أحد رجال الإطفاء أثناء عمليات الإنقاذ، وسط توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا، نظراً لعدم وضوح أسباب الحادث حتى الآن.
في سياق متصل، أعلنت السلطات فقدان مئات الأشخاص، وتستمر الجهود في البحث عن المفقودين والكشف عن ملابسات الحادث.
وصف توماس الحريق بأنه “كارثة”، وقال لبي بي سي إنه شاهد جثة تُنقل من موقع الحادث.
بعد مرور نحو 24 ساعة على اندلاع الحريق في مبنى “وانغ فوك كورت” في منطقة تاي بو بهونغ كونغ، لا يزال العديد من الأهالي ينتظرون بقلق خارج المبنى سعياً لمعرفة مصير ذويهم.
انهار أحد الرجال باكياً أمام وسائل الإعلام المحلية، مؤكداً أنه لم يتلقَّ أي خبر عن زوجته العالقة داخل الشقة مع قطّتها، في مشهد آخر، لم يتمالك رجل آخر دموعه وهو يتساءل عن السبب الذي أدى إلى امتلاء الوحدة بالدخان خلال عشر دقائق فقط، مشيراً إلى أنه “لم تُتح أي فرصة للناس للنجاة”.
قالت موي سيو-فونغ، عضوة مجلس منطقة تاي بو، لبي بي سي الخدمة الصينية: “العديد من الأشخاص أرسلوا رسائل عبر تطبيق واتساب أو اتصلوا هاتفياً، وقالوا إن لهم أقارب لا يزالون داخل المبنى أو أنهم عاجزون عن العثور عليهم”.
صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة، من المتوقع أن ترتفع حصيلة ضحايا الحادث، الذي لا تزال أسبابه غير معروفة حتى الآن
اعتقلت السلطات ثلاثة من كبار التنفيذيين في شركة إنشاءات بتهمة الاشتباه بارتكاب القتل غير العمد، وذلك على خلفية استخدام مواد شديدة الاشتعال، من بينها شبكات وأغطية بلاستيكية، يُعتقد أنها ساهمت في سرعة انتشار الحريق.
أفادت الشرطة بأن الشبكات والمواد على الجانب الخارجي من المباني لا تبدو مقاومة للحريق، بالإضافة إلى العثور على مادة البوليسترين على نوافذ المبنى.
أضاف متحدث باسم الشرطة: “لدينا سبب للاعتقاد بأن المسؤولين في الشركة كانوا مهملين بشكل صارخ، ما أدى إلى هذا الحادث وتسبب في انتشار الحريق بشكل خرج عن السيطرة، مما أسفر عن وقوع خسائر بشرية كبيرة”.
دفعت السلطات بما يزيد عن 800 من رجال الإطفاء لمكافحة الحريق، الذي ظل مشتعلاً لنحو 18 ساعة متواصلة.
وعن سبب استغراق إخماد الحريق وقتاً طويلاً، أفاد نائب مدير إدارة الإطفاء، ديريك أرمسترونغ تشان، خلال مؤتمر صحفي، بأن “درجات الحرارة داخل المباني ظلت مرتفعة للغاية، مما جعل العمل في الطوابق العليا أمراً صعباً”.
أضاف أنهم يتوقعون أن تستغرق عملية احتواء الحريق يوماً كاملاً، ولكن الحريق تحت السيطرة في أربعة من المباني الثمانية.
صدر الصورة، EPA
التعليق على الصورة، دفعت السلطات بما يزيد عن 800 من رجال الإطفاء لمكافحة الحريق الذي ظل مشتعلاً لنحو 18 ساعة متواصلة
أفادت وسائل إعلام محلية أن طفلاً وامرأة مسنّة جرى إنقاذهما أثناء عملية إجلاء في ساعة متأخرة من الليل.
كما نعت الحكومة رجل إطفاء، 37 عاماً، توفي أثناء عمليات مكافحة الحريق، ووصفته بأنه “مخلص في عمله وشجاع”.
اضطر ما يزيد عن ألف شخص إلى مغادرة المجمع السكني بسبب امتداد ألسنة اللهب، وتوجّه بعضهم إلى مراكز إيواء خُصصت لهم، كما استطاعت الشرطة إجلاء أشخاص من المباني المجاورة.
تسعى فرق الإنقاذ إلى السيطرة على الحريق تدريجياً، غير أن المسؤولين يؤكدون أنهم لا يعلمون متى سيتمكنون من إخماد الحريق بالكامل، في وقت كانت النيران تتصاعد من شقق متفرقة، فيما وقف عدد كبير من الناس يراقبون بصمت.
قالت إحدى السيدات إن أصدقاءها يقيمون داخل المبنى وكانت تنتظر أن تعرف إن كانوا قد استطاعوا الخروج أم لا.
صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة، عاش هاري تشيونغ في المبنى الثاني من مجمع وانغ فوك كورت لعشرات السنوات
قال هاري تشيونغ، المقيم في المبنى الثاني من مجمع “وانغ فوك كورت” لما يزيد عن 40 عاماً، إنه سمع “ضوضاء” ورأى الحريق يندلع في مبنى مجاور، وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء.
أضاف الساكن، البالغ من العمر 66 عاماً: “عدتُ على الفور لتجميع أشيائي”.
قال: “لا أعلم حتى هذه اللحظة ما شعرت به، كل ما أفكر فيه هو أين سأبيت هذه الليلة، إذ من المحتمل ألا أتمكن من العودة إلى منزلي”.
صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة، تسعى فرق الإنقاذ إلى السيطرة على الحريق
قالت سيدة في الستينيات من عمرها، تقيم في مجمع “كونغ فوك” المجاور، لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” إن عدداً من أصدقائها المقيمين في مجمع وانغ فوك كورت جرى حصر عددهم، ولم يُحسم الأمر بالنسبة للجميع.
أضافت أن إحدى صديقاتها عادةً تنام في القيلولة بعد الظهر يومياً، وربما كانت نائمة عند اندلاع الحريق في الساعة 14:51 بالتوقيت المحلي (06:51 بتوقيت غرينتش)، مشيرةً إلى أن بنات تلك السيدة لم يستطعن حتى الآن التواصل معها.
قال ساكن آخر، يدعى جايسون كونغ، 65 عاماً، لوكالة رويترز للأنباء إنه اتصل به أحد جيرانه وأخبره بأنه لا يزال محتجزاً داخل أحد المباني الشاهقة.
أضاف: “أنا في حالة انهيار، هناك العديد من الجيران والأصدقاء، لم أعد أعلم ما الذي يحدث، أنظر وأجد كل الشقق تحترق، لا أدري ماذا أفعل، وآمل أن تتمكن الحكومة من مساعدتنا في إعادة الاستقرار بعد كل ما حدث”.
قالت سيدة مسنّة، تقيم في أحد الأبراج التي تعرضت للحريق، لبي بي سي إنها لم تكن في منزلها وقت اندلاع الحريق، إلا أنها تشعر بقلق على شقتها لكونها غير مؤمّنة.
أضافت: “أنا منزعجة جداً لعدم وجود منزل ألجأ إليه في الوقت الراهن”.
رغم أن سبب الحريق الذي اجتاح الأبراج الشاهقة المتعددة لا يزال مجهولاً، يُعتقد أن النيران انتشرت بسرعة عبر سقالات من الخيزران كانت تغطي المباني، بسبب إجراء أعمال تجديد.
صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة، يُعتقد أن النيران انتشرت بسرعة عبر سقالات من الخيزران خارج المباني
أعرب بعض الأشخاص عن استيائهم من وقوع حريق هائل بهذا الحجم، وانتقدوا طريقة استجابة السلطات لاحتواء الحادث.
تساءلت سيدة تدعى بون، في الستينات من عمرها، وتسكن في مجمع “وانغ فوك كورت”: “عندما تندلع حرائق الغابات، تنشر السلطات مروحيات مع إلقاء قنابل مائية، فلماذا لا يحدث هذا في حالتنا، وكيف يتركون المباني الأخرى تحترق؟”.
أضافت لصحيفة “ساوت تشاينا مورنينغ بوست” إن “المكان قريب جداً من محطة إطفاء وكنت أتوقع إخماد الحريق بسرعة، إلا أن النيران انتشرت الآن، وأشعر بخيبة أمل كبيرة”.
لفتت السيدة بون إلى أنها لم تتلقَّ أي توجيهات من الحكومة بشأن أماكن طلب المساعدة.
أجرت بي بي سي مقابلات مع بعض سكان تاي بو، الذين استطاعوا توفير مستلزمات للمتضررين والضحايا، بما في ذلك عشرات البطانيات وحزم التدفئة.
قال الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ، جون لي، إن الإدارات الحكومية تقدم المساعدة للسكان الذين تضرروا بالحريق.
رداً على سؤالهم عن مشاعرهم تجاه الحريق، قال السكان إن “الحكومة عاجزة عن التصرف بكفاءة” وأنهم “مصدومون ويشعرون بحزن شديد”.
قال أحدهم: “لا نرغب في وقوع أي خسائر بشرية أخرى”.
