بقلم: Theo Farrant
نشرت في 27/11/2025 – 12:16 GMT+1
أفادت دراسة جديدة صادرة عن جامعة طوكيو أن تلسكوب فيرمي الفضائي لأشعة غاما التابع لناسا قد رصد توهجات في مركز مجرة درب التبانة، تتفق إلى حد كبير مع التوقعات العلمية السابقة بشأن توليدها من تصادم جسيمات المادة المظلمة وتلاشيها، وإذا تأكد هذا الأمر، فسيكون ذلك إنجازاً هاماً في الفيزياء الحديثة.
بدايات اكتشاف المادة المظلمة
في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، لاحظ عالم الفلك السويسري فريتز زويكي أن المجرات تتحرك بسرعات تفوق ما يمكن أن تفسره كتلها المرئية، وظهر أن شيئاً غير مرئي، عُرف لاحقاً باسم المادة المظلمة، هو ما يبقي هذه المجرات متماسكة، وقالت ناسا: “المادة المظلمة هي الغراء غير المرئي الذي يمسك الكون معاً، وهي موجودة من حولنا وتشكل الغالبية العظمى من المادة في الكون”.
التحديات السابقة في الكشف عن المادة المظلمة
على مدى عقود، كان العلماء unable إلى استنتاج وجودها من خلال تأثيرها على تشوه المجرات وثني الضوء، حيث إن المادة المظلمة لا تتفاعل مع القوة الكهرومغناطيسية، فهي لا تبعث أو تمتص أو تعكس أي ضوء، مما يعني أنها موجودة، ولكن غير مرئية.
تغيير الممكن في عالم الفيزياء
لكن هذا قد يتغير الآن، فبفضل البيانات الجديدة من تلسكوب فيرمي، يعتقد الأستاذ تومونوري توتاني من جامعة طوكيو أنه تمكن من تحديد أشعة غاما الناتجة عن تدمير جسيمات المادة المظلمة الافتراضية المعروفة باسم “WIMPs”، والتي تعني جسيمات ضخمة ضعيفة التفاعل، ونُشرت النتائج في مجلة علم الكونيات وفيزياء الجسيمات الفلكية يوم الثلاثاء (25 نوفمبر).
الظاهرة الجديدة لباحثي الفضاء
قال توتاني: “لقد رصدنا أشعة غاما بطاقة فوتون تصل إلى 20 جيغا إلكترون فولت (أي 20 مليار إلكترون فولت، وهي كمية هائلة من الطاقة) تمتد في بنية تشبه الهالة نحو مركز مجرة درب التبانة، ويتطابق نمط انبعاث أشعة غاما بشكل كبير مع الشكل المتوقع من هالة المادة المظلمة”.
يتطابق نمط أشعة غاما وشدتها، بالإضافة إلى توزيعها في الهالة المحيطة بمركز المجرة، بالكامل تقريباً مع التنبؤات المتعلقة بتصادمات جسيمات “WIMPs”، وبحسب توتاني، فإن الكتلة المستنتجة لهذه الجسيمات تبلغ تقريباً 500 ضعف كتلة البروتون، مما يتماشى مع التوقعات النظرية الطويلة الأمد، والأهم أن هذه الإشارة لا تتوافق مع انبعاثات الظواهر الفلكية المعروفة، مثل النجوم النابضة وبقايا المستعرات العظمى أو أي من مصادر أشعة غاما الأخرى المعروفة.
طلب المزيد من التحقيقات
على الرغم من ذلك، لا يزال هذا الاكتشاف بحاجة إلى تأكيد، حيث سيحتاج فرق مستقلة إلى تحليل البيانات، وسيسعى الباحثون إلى العثور على بصمات مماثلة لأشعة غاما في أماكن أخرى، خصوصاً في المجرات القزمة الغنية بالمادة المظلمة، وعلق توتاني قائلاً: “قد يتحقق ذلك بعد جمع المزيد من البيانات، وإذا تحقق، فسيوفر دليلاً أقوى على أن أشعة غاما تنشأ من المادة المظلمة”.
