صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، مقاتلو حزب الله اللبناني على مركبة عسكرية مجهزة بقاذفة صواريخ متعددة، في قرية عرمتا جنوبي لبنان، في 21 مايو/أيار 2023Article Information
-
- Author, مهند توتنجي .
- Role, بي بي سي نيوز عربي – القدس.
-
قبل 3 ساعة
أكد مصدر عسكري إسرائيلي لبي بي سي أن المهلة الزمنية الممنوحة للمسارات الدبلوماسية الرامية إلى نزع سلاح حزب الله ستنتهي بنهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن تقديره هو أن الحزب “لن يتخلى عن سلاحه طوعاً بأي شكل”، وأن التفكير في إمكانية تحقيق ذلك عبر التفاهمات الدبلوماسية يبدو “غير واقعي”.
وأوضح المسؤول العسكري الإسرائيلي رفيع المستوى، المسؤول عن الساحة الشمالية، أن السؤال المطروح اليوم ليس: هل سيوافق حزب الله على نزع سلاحه؟ بل من سيتمكن من سلبه هذا السلاح إذا استمر الحزب في إعادة بناء قوته، لأنه، وحسب ما ذكره المصدر الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه، لن يتخلى حزب الله عن سلاحه.
كما صرح المصدر في إحاطة حصرية بأن حزب الله “هُزم بوضوح” عقب ما تسميه إسرائيل “حرب نصف الشمال”، وأن الضربات الإسرائيلية قد دمرت القدرات الأساسية للحزب من أعلى مستوى قيادي إلى أدنى مستوى.
وحسب تقييمه، لم يتبقَّ لدى الحزب إلا 20 – 30 في المئة من قدرات قوة “الرضوان” وبعض القدرات النارية، كما فقد الجيش اللبناني القدرة على تنفيذ “ضربة نارية واسعة ومتزامنة” كانت تهدف إلى إلحاق ضرر كبير بالجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وأشار المصدر إلى أن إسرائيل قد أزالت قدرة حزب الله على اجتياح الجليل بشكل كامل.
ومنذ توقيع وقف إطلاق النار العام الماضي، نفذت إسرائيل ضربات متتالية على مناطق الجنوب اللبناني وضاحية بيروت الجنوبية، وفقاً لما تصفه بأنه رد على محاولات الحزب لبناء قوته وتهديد إسرائيل.
في 5 أغسطس/آب من العام الجاري، وافق مجلس الوزراء اللبناني على حصر السلاح بما فيه سلاح “حزب الله” بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية عام 2025.
لكن أمين عام حزب الله نعيم قاسم أكد في عدة مناسبات أن الحزب يرفض ذلك، ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية.
وأشار قاسم، في كلمة له قبل نحو أسبوعين، إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ينص على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وأن الاتفاق “يحمل ثمناً مقبولاً لأنه من سيكون موجوداً في الجنوب مكان المقاومة هو الجيش اللبناني”، حسب تعبيره.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، أطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل أثناء الحرب على غزة
محاولات لإعادة الترميم
قال المصدر العسكري الإسرائيلي إن حزب الله يجري عملية “تشريح داخلي”، ويعمل على إعادة بناء قوته، لكن جهد التهريب حالياً محدود جداً لعدة أسباب، منها انهيار محور التهريب عبر سوريا وإيران، وقيود الحركة الجوية المشددة.
وأشار إلى أن التهريب كان يحدث في السابق عبر الجيش السوري القديم بكميات قليلة، مؤكداً أن الطائرات الإيرانية لا تهبط في لبنان، لأن إسرائيل أعلنت أنها ستهاجم المطار إذا حدث ذلك.
وأبرز المصدر أنه رغم ضعف التهريب العسكري، تواصل إيران تمويل الحزب، حيث تذهب هذه الأموال لتعويضات وإدارة نظام الحزب، خاصة مع وجود 1.6 مليون نازح في لبنان بسبب الحرب.
لا وجود لسلاح إستراتيجي جديد
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، عرض لقاذفة صواريخ وهمية خلال عرض عسكري لحزب الله
وحول سؤالنا عن القدرة الاستراتيجية الصاروخية للحزب، أجاب المسؤول العسكري الإسرائيلي بأنه لا توجد دلائل على وصول شحنات سلاح استراتيجي جديدة للحزب، وربما توجد محاولات تعتبرها بسيطة لإعادة تصنيع بعض القدرات، لكنها بعيدة عن المستوى السابق.
وقال إن تصريحات قادة الحزب، بما في ذلك ما قاله الأمين العام نعيم قاسم مؤخراً، تؤكد أن حزب الله لا ينوي التخلي عن سلاحه، مما يجعل المسار الدبلوماسي غير كاف لتحقيق هذا الهدف.
وكان الرئيس اللبناني جوزاف عون قد أعلن هذا الأسبوع استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل برعاية أممية أو أمريكية أو دولية مشتركة من أجل وقف الاعتداءات عبر الحدود بشكل نهائي.
الآلية الدولية ومعضلة المواجهة
وتعمل الآلية الدولية الأمريكية – اللبنانية – الإسرائيلية عبر ضابط أمريكي في بيروت وضابط من الجيش الإسرائيلي، وتمرر الخروقات عبرها إلى الجيش اللبناني حسب ما أوضح المصدر الإسرائيلي.
لكن المصدر أشار إلى أن “الجيش اللبناني ضعيف وفقير ولا يمتلك القدرة على مواجهة حزب الله”، مضيفاً أنه “لا يدخل إلى المناطق الخاصة التي يخزن فيها الحزب السلاح”.
ويقول المصدر إن بعض الضباط والجنود في الجيش اللبناني ينتمون للطائفة الشيعية ويتعاونون مع الحزب، مشدداً على أن الآلية المشتركة أو ما يُعرف بـ”الميكانيزم” تعمل، لكن “ليس بالسرعة أو الفاعلية المطلوبة”.
وأضاف: “نريد العمل عبر دولة، ولكن إذا لم يكن الإنفاذ كافياً، فسنتحرك نحن”.
نهج إسرائيلي جديد
وفقاً للمسؤول، غيرت إسرائيل نهجها بالكامل بعد السابع من أكتوبر، ولم تعد تعتمد على “مفهوم الهدوء” الذي سمح للحزب بالنمو في السابق.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي اليوم يراقب لبنان بشكل “شديد الدقة” وعلى مدار الساعة، وينفذ هجمات متعددة أسبوعياً، بالإضافة إلى عمليات ليلية لتدمير بنى تحتية يتم تجديدها.
وأوضح أن إسرائيل نفذت أكثر من 350 عملية إحباط خلال العام، مضيفاً: “لن يسمح بأي تعاظم قوة للحزب حتى في المناطق العميقة شمال لبنان”.
وقبل أيام استهدفت إسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية القيادي في حزب الله هيثم الطبطبائي بضربة على بناية يقيم بها.
هل نحن أمام حرب؟
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، صواريخ أرض-أرض تتجه نحو الجنوب (باتجاه إسرائيل) على جانب الطريق من قانا إلى بنت جبيل في جنوب لبنان.
يعتقد المصدر أن التصعيد حالياً “أكبر في الإعلام منه على الأرض”، لكن إسرائيل تراقب ما يحدث في لبنان بدقة، وتستعد لكافة السيناريوهات.
وأضاف أن تفريغ الجنوب اللبناني من سلاح حزب الله لن يتحقق بالكامل بحلول نهاية العام، وأنه إذا لم يُظهر المسار الدبلوماسي نتائج واضحة، فإن “خيارات أخرى” قد تطرح، وربما تشمل هذه الخيارات استهداف الطبقة القيادية الجديدة للحزب في حال اندلاع مواجهة واسعة.
وفيما يتعلق بمحاولات الحزب إخفاء معلومات قياداته وعدم الكشف عن مواقعهم، قال المصدر إن لدى إسرائيل “استخبارات ممتازة”، وإن بنك الأهداف فعال رغم تغييرات الحزب الداخلية.
