«شراكة قوية بين مصر وتركيا تعزز جهود دعم الجيش السوداني لاستعادة الاستقرار في دارفور»

«شراكة قوية بين مصر وتركيا تعزز جهود دعم الجيش السوداني لاستعادة الاستقرار في دارفور»

في تطور جديد يعكس تعقيدات المشهد العسكري في السودان، أظهرت صور الأقمار الصناعية أن تركيا بدأت في تكثيف دعمها العسكري العلني لصالح الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع، فيما كشفت مصادر تركية لموقع “ميدليست آي” أن الاستعدادات جارية لشن هجوم واسع يهدف إلى استعادة السيطرة على مدينة الفاشر ومنع أي تدخل جوي أجنبي لدعم قوات الدعم السريع.

دعم تركي

أكدت المصادر أن أنقرة زوّدت الجيش السوداني منذ العام الماضي بطائرات مسيّرة وصواريخ جو-أرض ومراكز قيادة، مشيرة إلى أن هذا الدعم مستمر مع نشاط واضح لمشغلي المسيّرات الأتراك داخل السودان، وأوضحت أن تركيا، رغم استمرارها في تقديم هذا النوع من الدعم، لا تستطيع تزويد الخرطوم بمنظومات دفاع جوي بسبب محدودية إنتاجها، لكنها تواصل تعزيز قدرات الجيش السوداني في العمليات الميدانية.

معارك الفاشر

من جانبه، قال مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، إن طيراناً أجنبياً شارك في معارك الفاشر وشن هجمات على مقر قيادة الجيش في الفرقة السادسة مشاة، مشيراً إلى استخدام غازات محظورة دولياً وقطع الاتصالات عبر تقنيات حديثة وفرتها دولة الإمارات، هذه التطورات أضافت بعداً جديداً للصراع، حيث اتهم الجيش السوداني أطرافاً خارجية بالتدخل المباشر في المعارك.

قوافل الإمداد

وأفادت مصادر عسكرية أن الجيش السوداني تمكن خلال الشهر الماضي من تدمير أكثر من ثماني قوافل إمداد كانت قادمة من ليبيا وتشاد ومتجهة إلى قوات الدعم السريع، وهو ما اعتبرته المصادر عاملاً قد يغير موازين الصراع خلال الأسابيع المقبلة، في ظل محاولات الجيش قطع خطوط الإمداد الرئيسية التي تعتمد عليها قوات الدعم السريع.

تعاون إقليمي

وكشف التقرير أن مصر وتركيا بدأتا تعاوناً مباشراً في أجواء السودان لدعم الجيش السوداني، في خطوة غير مسبوقة بين الجانبين، وأكد مصدر مصري رفيع أن هذا التنسيق يهدف إلى وقف تقدم قوات الدعم السريع واستعادة الاستقرار في إقليم دارفور، مشيراً إلى أن القاهرة تعتبر سقوط الفاشر نقطة خطيرة تهدد أمنها الجنوبي، خصوصاً في المثلث الحدودي مع ليبيا والسودان.

مخاوف مصرية

يرى التقرير أن تقدم قوات الدعم السريع في الفاشر شكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري، ما دفع القاهرة إلى تعزيز مواقعها الحدودية وتوسيع التنسيق الاستخباراتي مع الخرطوم وأنقرة، وأوضح أن مصر بدأت بالفعل التخطيط لعمليات مشتركة مع الجيشين التركي والسوداني ضد قوات الدعم السريع، في إطار مساعٍ إقليمية لاحتواء الصراع ومنع تمدده نحو مناطق تعتبرها القاهرة حيوية لأمنها الاستراتيجي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *