موقع الدفاع العربي – 28 نوفمبر 2025: أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن الجيش الألماني يعد خطة شاملة لنشر قوات حلف شمال الأطلسي، تصل إلى 800 ألف جندي، على الجبهة الشرقية في حال حدوث مواجهة عسكرية مع روسيا، تُعرف هذه الخطة في الأوساط العسكرية باسم OPLAN DEU، وتعتبر واحدة من أكثر التصورات الاستراتيجية حساسية وسرية في السنوات الأخيرة.
الاجتماع الأول لوضع الأسس
تشير الصحيفة إلى أن اثني عشر من كبار الضباط الألمان اجتمعوا في برلين منذ حوالي عامين ونصف، لوضع الأسس الأولى لهذا المخطط، مضيفة أن هذا الجهد، الذي انطلق بسرية تامة، قد تحول اليوم إلى سباق مع الزمن لاستكمال كل تفاصيله اللوجستية والعسكرية.
تفاصيل خطة الانتقال الاستراتيجية
تتضمن الخطة، وفقًا للتقرير، شرحًا دقيقًا لآلية تحريك القوات الألمانية والأمريكية ووحدات أخرى من الناتو نحو الشرق، يشمل توضيح المسارات التي ستسلكها هذه القوات عبر الموانئ، والأنهار، وشبكات السكك الحديدية، والطرق الرئيسية، إضافةً إلى آليات التأمين، والإمداد، والحماية أثناء الانتقال، وفي هذا السيناريو، تصبح ألمانيا منطقة انطلاق رئيسية لنقل القوات إلى حدود المواجهة، رغم أن الخط الأمامي لن يمر عبر أراضيها.
التحديات الهيكلية التي تواجه برلين
ومع ذلك، تشير الصحيفة أيضًا إلى مجموعة من التحديات الهيكلية التي قد تعرقل برلين في حالة صراع حقيقي، وأهمها البيروقراطية المدنية المرتبطة بالتجنيد وحماية البيانات، بالإضافة إلى ضعف جاهزية البنية التحتية الألمانية لتحمل ضغوط نقل قوات بهذا الحجم، فضلًا عن ضرورة التكيف مع التهديدات العسكرية الجديدة، مثل الانتشار الواسع للطائرات المسيّرة في ميادين القتال الحديثة.
ردود فعل الكرملين على تزايد التوترات
في ظل تصاعد الحديث الغربي حول احتمال مواجهة مع موسكو، يؤكد الكرملين باستمرار أن هذه الروايات لا تستند إلى واقع، ففي مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لا تنوي مهاجمة دول الناتو، معتبرًا أن السياسيين الغربيين يستخدمون “تهديدًا روسيًا وهميًا” لتشتيت الانتباه عن أزماتهم الداخلية، وأضاف أن “الأشخاص الأذكياء يدركون أن كل ذلك مجرد كذب”.
موقف الكرملين بشأن الأمن العسكري
وفي السياق نفسه، يعيد الكرملين التأكيد على أن روسيا لا تهدد أحدًا، لكنها لن تتجاهل أي تحركات تمس مصالحها، مشيرًا إلى ارتفاع وتيرة نشاط الحلف على طول حدودها الغربية في السنوات الأخيرة، وهو ما تعتبره موسكو أحد المحركات الأساسية للتوتر القائم.
