أصدرت قوات درع السودان – قطاع ولاية الجزيرة، في يوم الجمعة 28 نوفمبر 2025، بياناً رسمياً لتوضيح ملابسات الحادث الذي وقع في مدينة ود مدني، وذلك بعد تداول بعض المنصات الإعلامية روايات وصفها البيان بأنها مغلوطة ومضللة، وأكدت القوات أن مجموعة من أفرادها، برفقة زميل لهم برتبة رائد، توجهوا إلى أحد مستشفيات المدينة بغرض التبرع بالدم لمريض في حالة حرجة، وأنهم لم يظهروا بمظهر عسكري سواء من حيث التسليح أو ارتداء الزي العسكري، احتراما للقانون وخصوصية المرفق الصحي، ونفياً لأي نية لتجاوز القانون أو إثارة احتكاك سلبي داخل المستشفى.
تفاصيل الواقعة
أوضح البيان أن قائد المجموعة قد أبرز هويته لطاقم الحراسة عند بوابة المستشفى وشرح لهم سبب حضورهم، ولكن سوء تقدير وفهم من جانب الحراس أدى إلى مشادة كلامية تطورت إلى اشتباك محدود بالأيدي، وأشار البيان إلى أنه تم استدعاء الشرطة العسكرية التابعة للفرقة الأولى مشاة، التي تدخلت في الوقت المناسب لاحتواء الموقف، وأضاف أن الشرطة العسكرية اتخذت الإجراءات المناسبة، حيث اصطحبت الضابط ومرافقيه إلى مقر الفرقة، فيما قام الضابط بالاتصال بوحدته، فتحركت قوات من الشرطة العسكرية التابعة لدرع السودان إلى مقر الفرقة لتفادي أي تصرفات غير مرغوب فيها، وأكد البيان أن التعامل تم وفق الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات.
نفي إطلاق نار
على الرغم من تأكيدات محلية بحدوث إطلاق نار، نفت قوات درع السودان في بيانها حدوث أي إطلاق نار أو أي شكل من أشكال مخالفات الانضباط من جانب أفرادها تجاه منشآت أو أفراد القوات المسلحة، وذكرت أن الموقف تم حله بحكمة، ومسؤولية من قبل القادة الذين حضروا من استخبارات الفرقة وقائد قوات درع السودان بولاية الجزيرة، حيث جرى احتواء الخلاف وفق السياق والتنسيق المعتمد بين القوات النظامية، ودعت القوات جميع وسائل الإعلام والمواطنين إلى تحري الدقة في نقل المعلومات من مصادر موثوقة، مؤكدة التزامها بالتعاون الكامل مع القوات النظامية، وتمسكها بسيادة القانون، إلى جانب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد أي محاولة تشويه سمعتها.
خلفية الأحداث
شهدت مدينة ود مدني مساء الجمعة خلافاً أمنياً بين الجيش السوداني وقوات درع السودان داخل مقر الفرقة الأولى مشاة، مما أدى إلى اندلاع أحداث محدودة في محيط المنطقة العسكرية، وأفادت مصادر محلية أن توتراً نتج عنه إطلاق أعيرة نارية وإغلاق الشارع المؤدي إلى مقر الفرقة، قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية لاحتواء الوضع بشكل كامل، في حادثة تبرز التحديات المستمرة بين الجيش والمجموعات الداعمة له.
روايات متباينة
وفق ما نقلته منصات محلية، هاجم أفراد من قوات درع السودان مقر الفرقة الأولى مشاة، وأغلقوا الشارع المحيط بها، وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء، الأمر الذي أدى إلى حالة من الارتباك في المنطقة، وأكدت مصادر عسكرية أن الخلاف بدأ عقب اعتقال الشرطة العسكرية التابعة للفرقة أحد عناصر قوات درع السودان، مما دفع أفراد القوة المساندة للتحرك نحو مقر الفرقة، مما وُصف بأنه تصرفات غير منضبطة.
شددت المصادر العسكرية على أن ما حدث يُعتبر تصرفاً فردياً مرفوضاً تماماً، وتم التعامل معه بحزم لمنع تكراره، وأوضحت أن الأفراد الذين شاركوا في الهجوم سيخضعون للمحاسبة وفق القانون العسكري، وأكدت أن أمن وسلامة المواطنين يمثلان خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، مشيرة إلى أن الإجراءات التي اتخذت جاءت لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، وتعزيز الانضباط داخل القوات المساندة للجيش.
تأتي الحادثة الأخيرة ضمن سلسلة من الاحتكاكات التي ظهرت مؤخراً بين الجيش السوداني وبعض المجموعات الداعمة له، وكان آخرها تمرد مجموعة أولاد قمري في الولاية الشمالية، حيث جرى التعامل مع التمرد بالقوة، وصودرت الأسلحة والعربات القتالية التابعة لهم، وهذه التطورات تعكس التحديات المستمرة في ضبط العلاقة بين الجيش والقوات الساندة، وسط محاولات لفرض السيطرة الكاملة على جميع التشكيلات العسكرية في البلاد.
