ياسر العطا و حديث سجم الرماد
بابكر فيصل
خطورة التصريحات
لا تتمثل خطورة الحديث الذي أدلى به ياسر العطا في الأبيض في هجومه الساذج على تحالف “صمود”، فقد خبرت القوى المدنية مجالدة العسكر ومقاومتهم لأكثر من خمسين عاماً، ولن يضرها كلام أو تهديد صادر من جنرال مضطرب، فقد سبقه آخر مخلوع أقسم قسماً غليظاً بأن المعارضة لن تدخل البلد إلا بعد أن تغتسل في ماء البحر الأحمر، فأين هو الآن؟
كشف النوايا الحقيقية
تكمن الخطورة الكبرى في أن الحديث يكشف النوايا الحقيقية للعسكر تجاه السلطة والحكم في البلاد، ويكشف زيف إدعاءاتهم حول “السيادة” و”الدولة”، فهو إذ يعلن صراحة أنه سيقوم بالإنقلاب على “حكومة منتخبة” بطريقة ديمقراطية، فإنما يعكس العقلية التي يفكر بها العسكر تجاه إرادة الشعب صاحب السيادة ومصدرها الأول.
استهداف خيارات الشعب
ليس المستهدف من كلماته هو تحالف “صمود”، بل هي المدنية والديمقراطية وخيارات الشعب، وهو إذ يتحدث بهذه الصراحة والجرأة والوضوح، فإنما يعبر عن التفكير السائد لدى العسكريين الذين يتم تدريبهم على أنهم الأقدر والأجدر بالحكم، حتى إذا كان ذلك ضد رغبة الغالبية الشعبية.
الإشارة إلى المؤتمر الوطني
يدخل حديث العطا السرور في قلوب أتباع المؤتمر الوطني المحلول، لأنه يعكس ذات العقلية الشمولية التي يتربون عليها، حيث لا تعني لهم مصادرة خيار الشعب أي شيء، لأنهم أدرى منه بمصلحته، ولأن هناك جهة متعالية أعطتهم تفويضاً للحكم بإسمها، وبالتالي فإن تفويض الجماهير لا قيمة له.
جرس إنذار للقوى المدنية
يجب أن يمثل هذا الحديث جرس إنذار لكافة القوى المدنية، خصوصاً المثقفين الذين تماهوا مع أطروحة “السيادة” كما يفهمها العسكر والشموليون، وآثروا توجيه سهامهم لقتل الطرح المدني، إنَّ هذه الحرب في مبتدأها وخبرها هي حربٌ ضد الثورة وضد التحول المدني الديمقراطي.
