«استمرار الكهرباء في عدن: 12 ساعة تشغيل مقابل ساعتين انقطاع، هل تلاشت الأزمة؟»

«استمرار الكهرباء في عدن: 12 ساعة تشغيل مقابل ساعتين انقطاع، هل تلاشت الأزمة؟»

في تطور صادم يكشف عن واقع مرير، تسجل محافظة عدن اليمنية معدل انقطاع كهرباء يصل إلى ساعتين يومياً من أصل 14 ساعة، بينما تغرق المنطقة الوسطى بأبين في ظلام دامس لأكثر من 50 يوماً متتالية دون كهرباء، وهذه الأرقام المفزعة تُظهر أزمة طاقة خانقة تهدد حياة أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، في ما يُعتبر أسوأ أزمة كهرباء منذ استقلال اليمن عام 1967.

معاناة يومية

في شوارع عدن المظلمة، تروي أم أحمد، ربة منزل في الأربعينيات من عمرها، قصة معاناة يومية: “أفقد طعام أطفالي كل يوم بسبب انقطاع التبريد، والأطفال يصرخون في الظلام عندما تنقطع الكهرباء فجأة”، والمشهد يتكرر في آلاف المنازل، حيث تملأ رائحة دخان المولدات الأجواء، بينما تضيء الشموع النوافذ في مشهد يُذكّر بحقبة ما قبل الكهرباء، ووفقاً لمصادر شركة الكهرباء المحلية، فإن “الوضع كارثي ويتطلب تدخلاً عاجلاً”، خاصة مع تهالك المحطات ونقص الوقود الحاد.

أصول الأزمة

تجد جذور هذه الأزمة المتفاقمة بداياتها في الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2014، حيث دمرت البنية التحتية للطاقة بشكل شبه كامل، نقص الوقود المستمر، إلى جانب التحديات التشغيلية الهائلة وصعوبة الحصول على قطع الغيار، حوّل ما كان يوماً قلب اليمن الاقتصادي النابض إلى مدينة تصارع للحصول على أبسط الخدمات الأساسية، يقول الدكتور عبدالله الكهربائي، خبير الطاقة: “الحل الجذري يتطلب استثمار 500 مليون دولار وخطة تنفيذية لمدة 5 سنوات، لكن الواقع السياسي يجعل هذا شبه مستحيل حالياً.”

تغييرات جذرية

في ظل هذا الواقع المرير، يضطر السكان لتغيير أنماط حياتهم جذرياً، المستشفيات تعمل بمولدات متهالكة تهدد حياة المرضى، المتاجر تغلق أبوابها قبل غروب الشمس، والأسر تعود للطبخ بالحطب في مشهد كأن المدينة تعيش في القرن التاسع عشر بتقنية القرن الواحد والعشرين، رجل الأعمال محمد العدني، الذي طوّر نظاماً للطاقة الشمسية لحيه بالكامل، يعلق: “لم نعد ننتظر الحكومة، صرنا نعتمد على أنفسنا”، بينما يحذر الخبراء من سيناريو أسود يتضمن انهياراً اقتصادياً كاملاً وهجرة جماعية قد تفرّغ المدينة من سكانها.

أسئلة مصيرية

مع استمرار العدّاد في العمل في أبين، واشتداد الأزمة في عدن، تبقى التساؤلات المصيرية معلقة: هل ستنجح المبادرات الشعبية والاستثمارات في الطاقة البديلة في إنقاذ الوضع؟ أم أن عدن، عروس البحر العربي، ستظل غارقة في الظلام حتى تشرق شمس الحلول الجذرية من جديد؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *