قبل 5 ساعة
في جولة الصحافة اليوم، نناقش مقالًا يحذر من “سعي روسيا لمحو أوكرانيا”، حيث يُشير إلى أن أي سلام متسرع سيؤدي إلى خسارة الدولة، ومقالًا آخر يتناول مخاوف الروائيين من أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على استبدالهم وتحويل الكتابة إلى نصوص بلا أصالة، بالإضافة إلى مقال يرصد تراجع الفخر الوطني بين الديمقراطيين والشباب، في حين يبقى الطموح قيمة مركزية في التجربة الأمريكية.
التصعيد الروسي ومخاطر السلام المتسرع
نبدأ جولة الصحافة من صحيفة التيلغراف، حيث يكتب القائد العام السابق للقوات الأوكرانية، فاليري زالوجني، قائلًا: “إن فهم الهدف السياسي للحرب يعد مفتاحًا لفهم ما يقوم به الروس”، ويدعو إلى توخي الحذر، مؤكدًا أن موسكو تسعى منذ 2014 إلى “إلغاء وجود أوكرانيا كدولة مستقلة”، محذرًا من أن أي مسار سلام متسرع سيؤدي إلى خسارة الدولة. وقد أضاف أنه عندما تولى قيادة الجيش عام 2021، كان يدرك الفجوة الكبيرة بين استعدادات أوكرانيا وإمكانات روسيا، التي كانت تزيد ميزانيتها العسكرية وتعد بنيتها الدفاعية لحرب واسعة، في حين كانت كييف تعاني من نقص في الموارد والذخيرة، ولفت زالوجني إلى أن الخطط الروسية كانت تهدف إلى الحسم السريع وإسقاط كييف، ولكن صمود الأوكرانيين أفشل هذا السيناريو ومنح البلاد فرصة للاستمرار في القتال.
استراتيجية الاستنزاف الروسية
بعد هذا الفشل، اعتبر زالوجني أن روسيا انتقلت إلى حرب استنزاف طويلة، حيث أقامت خطوط دفاعية واسعة، وأعادت تشكيل اقتصادها ليناسب ظروف الحرب، وعززت الدعاية، وجمعت الاحتياطات، في الوقت الذي لم تكن فيه أوكرانيا جاهزة بشكل كاف لخوض صراع طويل بهذه الشدة. وذكر أن تطورات عامي 2024 و2025 توضح أن استراتيجية الاستنزاف الروسية تحقق نتائج سياسية وعسكرية، إذ تسعى موسكو إلى إسقاط أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، مشددًا على أن السيطرة الكاملة على دونيتسك لن تنهي الحرب، لأن الهدف الكرملين يتجاوز الجغرافيا إلى تغيير بنية الدولة الأوكرانية.
الضمانات الأمنية المستقبلية
وشدد زالوجني على أن مستقبل الحرب يرتبط بوجود ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا، مثل الانضمام إلى حلف الناتو أو وجود قوة ردع حليفة على أراضيها، محذرًا من أن غياب هذه الضمانات يعني استمرار الصراع على الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية. ورأى أنه قد يتعين على أوكرانيا قبول فترات سلام طويلة بين جولات القتال، لكن يمكنها استغلال هذه الفترات لإعادة البناء، وتنفيذ إصلاحات عميقة، وتعزيز القضاء، واستعادة الاقتصاد، بشرط وجود بنية أمنية قادرة على منع انهيار الدولة.
الذكاء الاصطناعي يدفع الكتاب إلى حافة العودة للسرد الشفهي
على صعيد آخر، تناولت صحيفة الإندبندنت مقالًا للكاتب والصحفي، جوناثان مارغوليس، الذي نفى فيه التحولات المخيفة في نظرة الروائيين للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن العديد منهم باتوا يعتقدون أن هذه التكنولوجيا ستستبدلهم بالكامل. كما ذكر أن أكثر من نصف الروائيين الذين شاركوا في دراسة لجامعة كامبريدج أعربوا عن قلقهم من أن أعمالهم مهددة بالانقراض، خاصة بالنسبة لكتّاب الرومانس والجريمة. وأضاف أن خطر الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على التطبيقات العامة مثل “تشات جي بي تي” و”كلود”، بل يمتد أيضًا إلى منصات تأليف الروايات تلقائيًا.
التحديات التي يواجهها الكتاب
وأشار مارغوليس إلى أن التكنولوجيا عاجزة بطبيعتها عن إنتاج أفكار أصلية، إذ تقتصر على إعادة تجميع البيانات الموجودة بشكل يبدو منطقيًا، لكنه يبقى نصًا بلا أصالة وعمق. ومع ذلك، اعترف بوجود مشكلة كبيرة تتعلق باهتمام الجمهور بهذا النوع من النصوص المشتقة، حيث إن الكثير من الكتاب في الروايات، والتلفزيون، والمدونات، ينتجون أعمالًا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاتها بسهولة. وأضاف أن ما يسميه “المحتوى” هو في الحقيقة إنتاج نصوص رديئة تهدف إلى ملء الفراغ، مشيرًا إلى أن العديد من الكتاب الموهوبين قد وقعوا ضحية لهذه الظاهرة، حيث أصبح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يتزايد، مما نتج عنه مقالات “متوسطة” خالية من الروح، حيث يطالب أستاذ جامعي بإجراء امتحانات شفهية لاستعادة عنصر التفكير الفردي.
الطموح هو ما يبقي الولايات المتحدة حيّة
وفي صحيفة نيويورك تايمز، تحدث الكاتب ديفيد بروكس عن تراجع الفخر الوطني في الولايات المتحدة، إذ لم يعد شعوراً مشتركًا بين الجمهوريين والديمقراطيين كما كان قبل عقدين، مشيرًا إلى استطلاعات تظهر ارتباط فخر الجمهوريين بهويتهم الأمريكية بينما يتراجع هذا الشعور لدى الديمقراطيين، وخاصة بين الشباب. واعتبر أن الفخر الجمهوري “غير مشروط”، في حين يكون فخر الديمقراطيين مرتبطًا بالأحداث السياسية، مشددًا على أن الأجيال الجديدة من الديمقراطيين تبدو أقل اعتزازًا بهويتها الأمريكية. وبحسب بروكس، فإن حبه لأمريكا لا يعتمد على السياسة اليومية، بل على ما يعتبره قيمة جوهرية: الطموح البشري.
كما أشار إلى أن الفخر الأمريكي قد شهد تغيرات عبر الزمن، إذ كان يُنظر إلى الطموح كخطيئة، وفقًا لمفكرين قدامى. لكن اكتشاف العالم الجديد غيّر هذه النظرة، ليصبح فضاء مفتوحًا يعزز الطموحات الفردية. ورغم تراجع الإيمان بـ “الحلم الأمريكي”، حيث تُظهر استطلاعات الرأي أن ثلث الأمريكيين فقط يؤمنون بإمكانية التقدم عبر العمل الجاد، يبقى في الولايات المتحدة “محرك صغير” ينتظر الفرصة للعودة إلى انطباع الثقة والطموح، على الرغم من التحديات العالمية الحالية التي تشمل تقدم الصين في المجالات العلمية والتكنولوجية.
