يبدو أن قانون تبديل الإطارات بعد 25 لفة كحد أقصى، إضافة إلى حادثة نيكو هلكنبرغ، أحدثت دراما غير متوقعة في قطر.
حيث اشتعلت معركة اللقب بين ثلاثي الصدارة على حلبة لوسيل الدولية، لكن قرار مكلارين الاستراتيجي بعدم إدخال سائقيها خلال فترة سيارة الأمان، جاء في مصلحة فيرستابن مباشرة.
واستغل الهولندي هذه الفرصة بشكل مثالي، ليقود السباق بلا أخطاء حتى النهاية، منتزعًا الفوز تحت الأضواء أمام بياستري.
بينما حقق كارلوس ساينز ثاني منصة تتويج له هذا الموسم لصالح ويليامز، متفوقًا على لاندو نوريس الذي كان أكبر الخاسرين من قرار مكلارين أثناء فترة سيارة الأمان.
مجريات السباق
الانطلاقة: تقدم فيرستابن وحادثة هلكنبرغ
انطلق سائقو المقدمة على إطارات ميديوم، ونجح ماكس فيرستابن في اكتساب مركز واحد على خصمه المباشر لاندو نوريس، ليصبح ثانياً خلف أوسكار بياستري المتصدر.
بينما تقدم أندريا كيمي أنتونيللي إلى المركز الرابع، متجاوزًا كارلوس ساينز، بينما خسر زميله جورج راسل ثلاثة مراكز، ليصبح سابعاً خلف فرناندو ألونسو.
لكن لم تكد تمر سبع لفات حتى تعرض نيكو هلكنبرغ إلى حادث تصادم مع سيارة ألبين التي يقودها بيير غاسلي، ما استدعى إدخال سيارة الأمان.
واستغل الجميع ذلك للحصول على وقفة صيانة، باستثناء سائقي مكلارين، مما أثار التساؤلات حول جدوى استراتيجيتهم.
استئناف السباق: ضغط مكلارين
مع الوصول للفة العاشرة، استؤنف السباق من جديد، وحافظ سائقو المقدمة على مراكزهم، حيث أمرت مكلارين سائقيها بالضغط بقوة كبيرة لتعويض الاستراتيجية التي اتبعها الفريق البرتقالي.
وبالفعل، نجح بياستري ونوريس في توسيع الفارق أمام فيرستابن مع مرور أول لفات بعد سيارة الأمان.
أما ساينز، فقد كان رابعاً أمام أنتونيللي، ألونسو، إسحاق حجار، وجورج راسل الذي احتل المركز الثامن مؤقتاً، متقدماً على شارل لوكلير وأوليفر بيرمان.
ومع الوصول إلى اللفة 16، كان الفارق بين سيارتي مكلارين وفيرستابن قد وصل إلى 4 ثوانٍ ونصف تقريباً، لكن بسبب قانون الـ 25 لفة الأقصى لكل مجموعة إطارات، لم تكن مكلارين قادرة على prolonging stay on track.
وقفة صيانة مكلارين
مع الوصول للفة 24، دخل بياستري أولاً إلى منصة الصيانة، وتلاه نوريس في اللفة التالية.
وخرج بياستري بالمركز الخامس خلف أنتونيللي، وأمام ألونسو (وهذا ما كانت تريده مكلارين)، كذلك حال نوريس الذي خرج أيضاً أمام ألونسو.
وبذلك خرجت مكلارين بالمركزين الرابع والخامس، أمام ألونسو، بأقل الأضرار.
وبعد وقفة الصيانة، أصبح الترتيب: فيرستابن أولاً أمام ساينز، أنتونيللي، وسيارتي مكلارين (بياستري ونوريس).
لكن التجاوزات بدأت منذ اللفة 30، حيث كان أنتونيللي أول ضحايا بياستري الذي تجاوزه بسهولة وبدأ يشق طريقه صوب ساينز.
وقفة صيانة فيرستابن
في اللفة 32، سُمع فريق ريد بُل وهو يطلب من فيرستابن الدخول لمنصة الصيانة، وتبعه بقية السائقين.
وبالفعل، خرج فيرستابن ثالثاً خلف سيارتي مكلارين على إطارات هارد (كما فعل سائقو المقدمة الآخرون).
ولكن سُمع نوريس وهو يطلب من فريقه التحقق إذا ما كان هناك ضرر في سيارته.
ومع الوصول إلى اللفة 37، كان الفارق بينه وبين فيرستابن قد انخفض إلى ثانيتين تقريباً، أما بياستري فكان يحلق في الصدارة محاولاً التعويض قدر الإمكان قبل وقفة الصيانة الإلزامية التالية.
بينما كان فيرستابن يقلص الفارق خلف نوريس تدريجياً.
وقفة صيانة بياستري المبكرة والمهمة المستحيلة
في اللفة 42، قامت مكلارين بإدخال بياستري إلى منصة الصيانة، في محاولة لمنحه فرصة ضد الهولندي.
خرج بياستري ثالثاً خلف فيرستابن بفارق 17 ثانية تقريباً، وبدأ مهمة شاقة لتقليص الفارق، بينما بقي نوريس على المسار بالمركز الأول المؤقت بفارق نصف ثانية فقط أمام سائق ريد بُل.
في اللفة 44، دخل نوريس للمنصة وخرج متأخراً خلف أنتونيللي بالمركز الخامس.
من هذه اللحظة، أطلق بياستري هجوماً شرساً لمحاولة تعويض الفارق خلف فيرستابن الذي كان يتصدر السباق، ويدير إطاراته حتى النهاية.
بينما كان ساينز في طريقه لتحقيق ثاني منصة تتويج له هذا الموسم.
اللفات الخمس الأخيرة
اتجهت الأنظار صوب نوريس ومعركته أمام أنتونيللي، الذي كان يدافع بكل قوته أمام سائق مكلارين.
أما الصدارة، فكانت بيد فيرستابن الذي أداره الفارق بشكل مثالي أمام بياستري السريع، بينما كان ساينز يقاتل من أجل إصلاح أرضية سيارته لتحقيق منصة تتويج ثمينة.
ومع مرور اللفات، كان نوريس عالقاً خلف أنتونيللي، حيث بدا البريطاني يائساً على الرغم من محاولاته المتكررة.
وفي نهاية المطاف، لم يتمكن نوريس من تجاوز أنتونيللي حتى اللفة الأخيرة، لينهي سباقاً صعباً حيث احتل المركز الرابع، خلف أنتونيللي.
أما فيرستابن، فقد حسم الفوز أمام بياستري، بينما استحق ساينز منصة تتويج.
واصل راسل السباق محتلاً المركز السادس أمام ألونسو، لوكلير، ليام لاوسون، ويوكي تسونودا الذي أكمل المراكز العشرة الأولى.