Published On 30/11/202530/11/2025
|
آخر تحديث: 15:24 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:24 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2
تعتبر قهوة “أرابيكا” رمزًا لصادرات البرازيل لسنوات عديدة، ولكن تقريرًا لوكالة بلومبيرغ أشار إلى أن خريطة البن العالمية أصبحت تتغير بشكل متسارع، نتيجة للتحديات التي فرضها تغيّر المناخ على المزارعين، مما دفعهم للاستثمار أكثر في “روبوستا” نظراً لقدرتها الفائقة على مواجهة الحرارة والأمراض.
تؤكد بلومبيرغ أن البرازيل، أكبر منتج عالمي لـ”أرابيكا”، بدأت ترى في “روبوستا” فرصة لتعزيز موقعها كمورد رئيسي للقهوة، خاصة مع زيادة درجات الحرارة وتكرار موجات الجفاف في المناطق التقليدية لإنتاج البن ذي الجودة العالية.
ووفقًا لوزارة الزراعة الأميركية، ارتفع إنتاج “روبوستا” في البرازيل بنسبة أكثر من 81% خلال العقد المنصرم.
الروبوستا، التي تُعتبر ثاني أشهر أنواع البن بعد الأرابيكا، تتميز بنكهتها القوية ومرارتها العالية.
قفزة روبوستا وتحولات قاسية تضرب أرابيكا
تنقل بلومبيرغ عن فيرناندو ماكسيميليانو، المدير في سوق القهوة بشركة “ستون إكس”، قوله إن زيادة إنتاج “روبوستا” لم تكن بالضرورة مدفوعة بالطلب، موضحًا أن المشكلات المناخية والخسائر في إنتاج “أرابيكا” كانت أبرز العوامل التي ساهمت في تعزيز هذا النوع من البن.
وبحسب بلومبيرغ، شهد إنتاج “أرابيكا” زيادات تتراوح بين 2% و2.5% سنويًا على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، بينما ارتفع إنتاج “روبوستا” بنحو 4.8% سنويًا، ليصل هذا العام إلى زيادة تقارب 22%، وهو ما يمثل مستوى قياسيًا يعكس قدرة هذا النوع على التكيف مع الظروف الجوية القاسية وزيادة تنافسيته وربحيته.
في المناطق الأكثر سخونة في البرازيل، حيث لم تعد “أرابيكا” تنمو، يلجأ بعض المزارعين إلى تقنيات التظليل، مثل زراعة البن تحت الأشجار الأصلية، مما يساعد على بقاء الشجرة مُنتجة، ويضمن رطوبتها ويحميها من التدهور بسهولة.
ما الذي ينتظر مستهلكي القهوة؟
تشير بلومبيرغ إلى أن البرازيل تتجه نحو تحقيق مستويات إنتاج قريبة من فيتنام، أكبر منتج عالمي لـ”روبوستا”، وقد تتفوق عليها في المستقبل بفضل التنظيم الجيد لسلسلة التوريد، وفقًا لمحللين من رابو بنك.
توضح بلومبيرغ أن حبوب “روبوستا” تتميز بمذاق أكثر مرارة ونسبة كافيين أعلى مقارنةً بـ”أرابيكا”، إلا أن الأجيال الشابة لا تعير اهتمامًا كبيرًا لأصل الحبوب أو مذاقها، بل تميل إلى المشروبات المخلوطة بالحليب والكريمات، إضافةً إلى “الشراب المنكّه” الذي يُخفي الطعم الأصلي.
يقول ماثيو باري، مدير الرؤى العالمية للأغذية في “يورو مونيتور”: “إنهم لا يولون اهتمامًا كبيرًا لمصدر الحبوب أو لملاحظات التذوق”.
ويرى الخبراء أن السوق الأوروبية قد تشهد زيادة في الطلب على روبوستا نتيجة لزيادة تشديد قواعد الاستيراد البيئي، حيث تفرض القوانين الجديدة في الاتحاد الأوروبي ضرورة إثبات عدم ارتباط السلع المستوردة بإزالة الغابات، لكن القهوة الفورية، المعتمدة أساسًا على “روبوستا”، مستثناة من هذه القواعد، مما قد يزيد من الطلب عليها.
ووفقًا لشركة غراند فيو ريسيرتش المتخصصة في أبحاث السوق، تُشكل أوروبا حوالي 50% من إيرادات القهوة الفورية عالميًا.
إنتاجية أعلى وأسعار قياسية
تنقل بلومبيرغ عن أليكسساندرو تيسييرا، الباحث في مؤسسة الأبحاث الزراعية البرازيلية، قوله إن ارتفاع الأسعار العالمية، بالإضافة إلى الإنتاجية العالية لـ”روبوستا”، التي تكاد تضاعف إنتاجية “أرابيكا”، قد شجع المزارعين على زيادة استثمارهم في هذا النوع من البن.
كما يشير المتحدث نفسه إلى أن منتجي “روبوستا” يعملون على تحسين جودة الحبوب، مما جعلها أكثر جاذبية للمستهلكين، بجانب زيادة أسعارها.
