في ليلة ستُخلد في سجلات التاريخ الرياضي، حقق فلامينغو البرازيلي انتقامه من غريمه بالميراس بعد أربع سنوات من الألم والانتظار، ليتوج بطلاً لكوبا ليبرتادوريس 2025، محققاً إنجازاً مزدوجاً: كسر عقدة بالميراس ومعادلة الرصيد التاريخي مع الأرجنتين بـ25 لقباً لكل منهما، وفي الدقيقة 67، تحولت رأسية دانيلو إلى قدر محتوم اصطدم بالقائم قبل أن تستقر في الشباك، محولةً أحلام الانتقام إلى حقيقة ذهبية في ملعب مونومنتال بليما.
مدرجات الملعب امتلأت بمشاعر مختلطة، حيث انفجر 60 ألف مشجع بين فرحة الأحمر والأسود وحسرة الأخضر، وارتفع دانيلو، بطل اللحظة التاريخية، كالنسر لينقض على عرضية مثالية من الجهة اليسرى، مسجلاً هدفاً سيظل خالداً في تاريخ الكرة البرازيلية، وصرح مصدر من داخل فلامينغو: “هذا اللقب لم يكن مجرد انتصار، بل ثأر مؤجل منذ 2021″، بينما عاش مارسيلو سيلفا، مشجع بالميراس من ساو باولو، كابوساً حقيقياً وهو يشاهد فريقه يفقد التفوق التاريخي في اللحظات الأخيرة.
قد يعجبك أيضا :
بعد الهزيمة المؤلمة 1-2 أمام بالميراس في نهائي 2021، أقسم فلامينغو على العودة أقوى، وكان تعيين فيليبي لويس كمدرب هو القرار الذي غير كل شيء، حيث عاد اللاعب الذي فاز باللقب في 2019 ليصنع التاريخ كأول شخص يحقق كوبا ليبرتادوريس مع فلامينغو لاعباً ومدرباً، وفي مشهد يعيد لذاكرة البرازيل الأسطورية بعد هزيمتها أمام ألمانيا 1-7، كتب فلامينغو فصلاً جديداً من الانتقام البرازيلي الخالد، وأكد د. روبرتو كارلوس، أسطورة الكرة البرازيلية: “هذا اللقب يؤكد أن فلامينغو عاد ليحكم أمريكا الجنوبية”.
شوارع ريو دي جانيرو تحولت إلى كرنفال عفوي استمر حتى الفجر، حيث كانت المقاهي مملوءة بالمحتفلين الذين يرددون أغاني النصر، ومع هذا التتويج، رفع فلامينغو رصيده إلى 4 ألقاب ليصبح الأكثر تتويجاً بين الأندية البرازيلية، متفوقاً على بالميراس وسانتوس وساو باولو، والآن، يستعد فلامينغو لمواجهة كروز أزول في ربع نهائي كأس القارات للأندية، بينما يخطط بالميراس للعودة أقوى في الموسم المقبل، وأعرب أحمد المحمدي، مشجع مصري حضر النهائي، قائلاً: “لم أر في حياتي مشاعر مختلطة كما رأيت في مدرجات ليما”.
قد يعجبك أيضا :
أربع سنوات من الانتظار، دقيقة واحدة من المجد، ولقب يعيد التوازن لكرة القدم البرازيلية، هكذا لخص الخبراء هذا الإنجاز التاريخي، حيث يتطلع فلامينغو الآن لتحقيق حلم كأس القارات للأندية والهيمنة العالمية، فيما تفتح معادلة الرصيد التاريخي 25-25 مع الأرجنتين صفحة جديدة من التنافس القاري الشرس، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل ستستطيع الأندية الأخرى إيقاف إعصار فلامينغو الأحمر والأسود، أم أن عصراً جديداً من الهيمنة البرازيلية قد بدأ للتو؟