استمع إلى المقال
استمع
تابع قناة عكاظ على الواتساب
ميزة المواقع الشعبية
تنتشر المحلات في معظم مدننا، وتعتبر ميزة تنافسية لهذا النوع من الأسواق الشعبية، فرغم اعتقاد البعض بأنها مخصصة للفئات الأقل دخلاً، يبدو أن هذا انطباع غير دقيق، فمن يشاهد الازدحام المروري أمام تلك الأسواق في معظم الأحياء، سواء الشعبية أو الأحياء الفاخرة، سيصل إلى قناعة بأن هذه الأسواق تقدم بضائع بأسعار معقولة، والتي ليست بالضرورة رديئة، بل إن المنافسة بين هذه الأسواق والشركات الموردة قد أسهمت في تحسين جودة المنتجات المعروضة، كما أن إدارة هذه الأسواق تبدو “ذكية” في استيراد بضائعها من بعض الدول الآسيوية، وخاصة من الصين والهند، فالإمدادات جيدة، بالإضافة إلى سعيها لتحقيق هامش ربحي معقول، مما يفسر انخفاض أسعارها بشكل ملحوظ، لكن هذا لا يعني أن جميع منتجاتها جيدة، فأعتقد أن المواد الغذائية، وكل ما يرتبط بصحة الإنسان مباشرة، يحتاج إلى رقابة صارمة من الجهات المعنية، سواء قبل دخول هذه المواد أو بعد عرضها في أسواق أبو خمسة، فمن الحكمة شراء بعض المواد مثل مواد التنظيف المتنوعة من هذه الأسواق، لأنها قد تكون بنفس الجودة المتوفرة في المحلات التجارية المعروفة، وحتى لو لم تكن تعتمد على ماركات معينة، فإنها تؤدي الوظيفة المطلوبة في تنظيف المنزل أو غير ذلك، وعندما يذهب الناس إلى هذه الأسواق، يجدونها مليئة بالزبائن، ومن الغريب رؤية العديد من الجاليات تتسوق من هناك، وخاصة من جاليات دول شرق آسيا، وأحياناً يجد الأوروبيون بكثرة في بعض تلك المحلات القريبة من مناطق سكنهم، ينبغي علينا الابتعاد عن “الفشخرة” الزائدة في عملية الشراء، وخاصة للضروريات غير المتعلقة بالطعام والشراب، فالكثير من الشباب يعتبرون هذه المنافذ التسويقية حلاً مفضلاً لهذه الفئة، أولاً بسبب الأسعار المنخفضة، وثانياً نتيجة لسهولة الوصول والتسوق فيها، بل إن الذهاب إليها قد يكون نوعاً من التغيير والابتعاد عن الأسواق التجارية المنظمة التي قد تسبب الرتابة، وبمحلات أبو خمسة تشعر بأنك جزء من المجتمع، بعيداً عن المحلات التجارية التي تعلوها الفوضى والرتابة القاتلة.
انتشار الأسواق الشعبية
تنتشر هذه الأنواع من الأسواق الشعبية في معظم أحياء المدن، وتبقى مفتوحة حتى ساعات متأخرة، مما يعد ميزة إضافية لها، فكل مدن العالم تحتوي على أسواقها الشعبية، وفي الغرب، مثلاً، وخاصة في المدن البريطانية، توجد مثل هذه المحلات والتي تُعرف باسم “أسواق الأحد”، حيث الأسعار رخيصة والجودة ممتازة مقارنة بالمحلات التقليدية المجاورة، فطبيعة الإنسان تدفعه لابتكار حلول مناسبة للتسوق تلبي احتياجات المستهلكين من كافة الشرائح، سواء الغنية أو الأقل غنى، وهذا هو سمة العصر الحالي، وبالتأكيد تحتاج الجهات المختصة إلى تعزيز مستوى الرقابة في هذه الأسواق وجودة بضائعها، لأن بعضها قد يتلف في فترة زمنية قصيرة، أو قد لا يعمل بشكل جيد.
