صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري
قبل 2 ساعة
تظل أخبار السويداء حاضرة في الإعلام، حيث يعيد تصعيد الأحداث الأمنية تسليط الضوء على الوضع هناك
جاءت التطورات الأخيرة في سياق الانقسام الداخلي بين أبناء طائفة الموحدين الدروز، بشأن علاقتهم مع السلطة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع
وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، نفذ عناصر الحرس الوطني في السويداء، يوم السبت 29 نوفمبر/تشرين الثاني، اعتقالات لعدد من الأشخاص، بينهم الشيخ رائد المتني، حيث تعرض للاعتداء، كما اقتحموا منزل مدير الأمن في المحافظة سليمان عبد الباقي، وفق مقاطع مصورة تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي
لم يتمكن فريق بي بي سي من التحقق بشكل مستقل من صحة المقاطع والصور المتعلقة بالأحداث الأخيرة
في أغسطس/آب 2025، شكلت فصائل مقاتلة محلية من الموحدين الدروز، ما يعرف بـ “الجيش الوطني الموحد”، للانضمام إلى صفوف “الحرس الوطني” في المحافظة
أوضحت القوى الدرزية في بيان تشكيل هذه الوحدة العسكرية أنها ستكون مظلة عسكرية رمزية لأبناء الطائفة في السويداء، وأنها ستلتزم بتوجيهات الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الشيخ حكمت الهجري
ماذا حدث في السويداء؟
في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، أفادت وسائل الإعلام السورية بتنفيذ قوات الحرس الوطني في السويداء حملة مداهمات واعتقالات واسعة النطاق
تضاربت المعلومات حول عدد المعتقلين، لكن مصادر إعلامية تحدثت عن وجود عشرة معتقلين على الأقل، ولم يتم الكشف عن مصيرهم
ظهر أحد مقاطع الفيديو التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، مسلحين وهم يعتدون على رائد المتني، أحد وجهاء المحافظة، حيث قاموا بحلق لحيته وشاربه، مما أثار غضباً واسعاً، خاصة بين مستخدمي منصات التواصل
في بيان لها، ذكرت قوات “الحرس الوطني” في السويداء أنها نفذت، بناءً على معلومات موثوقة، عملية أمنية دقيقة أفضت إلى توقيف مجموعة من الأشخاص المشتبه بتورطهم في نشاطات تهدد أمن المنطقة، وتنسيقهم مع جهات معادية
أضاف البيان أن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود محاولات منظمة لاختراق البنية الأمنية في الجبل، وأن جميع الموقوفين تم تحويلهم للجهات القضائية المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية
في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بعض الذين تم مداهمة منازلهم لديهم ارتباطات مع السلطة الأمنية في دمشق
أكد سليمان عبد الباقي، مدير الأمن في مدينة السويداء، في لقاء مع قناة العربية، اقتحام قوات الحرس الوطني لمنزله، متهماً الزعيم الدرزي حكمت الهجري باحتكار قرار المحافظة، مشيراً إلى أن الدولة قادرة على دخول المحافظة ولكنها تسعى لتجنب إراقة الدماء
ردًا على ما تم تداوله من مقاطع فيديو، أصدرت عائلة المتني بيانًا استنكرت فيه ما تعرض له الشيخ رائد، معبرة عن شبهتها بين هذا الاعتداء وممارسات العصابات الإرهابية
أضافت العائلة أنه نظرًا للظروف الحرجة في جبلنا وعدم توفر المعلومات الدقيقة عن الأحداث، لن تتخذ أي إجراء أو موقف حتى يتضح الوضع
حتى وقت نشر هذا المقال، لم تصدر وزارة الداخلية أو الحكومة السورية أي بيان بشأن الأحداث الأخيرة
ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها السويداء أحداثًا أمنية، إذ شهدت المحافظة أعمالاً دامية في يوليو/تموز 2025 بين مسلحي الفصائل الدرزية والجيش، مما أسفر عن مقتل نحو 600 شخص ونزوح أكثر من 2000 عائلة
كما تدخلت إسرائيل عدة مرات في أزمة الثقة بين دروز السويداء والسلطة الانتقالية، حيث شنت غارات جوية على مواقع حكومية بالتزامن مع موجة العنف
قال رئيس الحكومة الإسرائيلي في مؤتمر صحفي إن إسرائيل قصفت تلك المواقع لحماية الدروز وتطبيقًا لسياسة جعل المناطق السورية الجنوبية منزوعة السلاح
في 9 أغسطس/آب، اتهم حكمت الهجري الحكومة السورية بتطبيق حصار على المحافظة، وشكر إسرائيل لتدخلها الإنساني، ما أثار ردود فعل واسعة
بعد نحو شهر من الأحداث، خرجت مظاهرة حاشدة في المدينة للمطالبة بحماية دولية وبحق تقرير المصير
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، احتجاجات في السويداء على خلفية أحداث يوليو/تموز الماضي
مخاوف من اقتتال داخلي في السويداء
تعكس الأحداث الأخيرة تفاعل السوريين الواسع مع ما يجري في السويداء، حيث ظهرت نقاشات مستفيضة على منصات التواصل الاجتماعي
اعتبر أحد النشطاء أن ما حدث يمثل مشكلة داخلية متعلقة بالتحولات في السويداء، إذ رأى البعض أن اعتقال المتني وآخرين جاء تحت اتهامات باطلة، داعين إلى ضبط النفس واحترام حقوق الإنسان
ناقش ناشطون كلمة الشيخ موفق طريف، والذي دعا فيها إلى التهدئة وتجنب خطر الانقسام الداخلي في السويداء