في تحول دراماتيكي قد يغير قواعد الخصوصية على الإنترنت، جددت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية تحذيرها الحاسم لمستخدمي هواتف آيفون وأندرويد: «توقفوا فورًا عن استخدام شبكات VPN الشخصية».
هذا التحذير المعاد نشره، أمس الأحد، وفقًا لموقع «forbes»، جاء بالتزامن مع دخول قانون التحقق من العمر للمواقع الإباحية حيز التنفيذ في ولاية ميسوري، مما أدى إلى تضاعف عمليات البحث عن كلمة «VPN» أربع مرات خلال يوم واحد فقط.
تطبيقات VPN لا تحمي المستخدمين
أوضحت الوكالة الأمريكية أن معظم تطبيقات VPN – وخاصة المجانية والتجارية الرخيصة – لا توفر حماية حقيقية للمستخدم، بل تنقل المخاطر من مزود الإنترنت إلى شركة الـ VPN نفسها، التي قد تبيع بيانات المستخدم أو تُخترق بسهولة.
ومع تصاعد الضغوط السياسية لفرض قيود أو حظر كلي على استخدام VPN لتجاوز قوانين التحقق من العمر في أمريكا وبريطانيا، يبدو أن عصر الـ VPN التقليدي يقترب من نهايته.
هل تنتهي الخصوصية الرقمية؟
في الوقت نفسه، يؤكد خبراء الأمن السيبراني أن عام 2025 سيسجل طفرة في تقنيات بديلة أكثر أمانًا وسرعة ومقاومة للرقابة، تعتمد أغلبها على مبدأ «الثقة الصفرية» (Zero Trust) الذي أصبح معيارًا عالميًا جديدًا، مما يدحض مقولة «نهاية الخصوصية الرقمية».
بدائل VPN
تعتبر تقنية ZTNA (Zero Trust Network Access) أبرز البدائل، حيث تتيح الوصول الآمن إلى التطبيقات والمواقع دون الحاجة لتوجيه كامل حركة الإنترنت عبر خادم وسيط. تتمتع شركات عالمية مثل Cloudflare وZscaler وPalo Alto Networks بحلول تجارية وشخصية أثبتت تفوقها في السرعة والأمان، وشهدت استثماراتها نموًا بنسبة 40% خلال العام الحالي. في الوقت نفسه، عادت شبكة Tor لتتصدر قوائم المستخدمين الباحثين عن خصوصية مطلقة، بينما يفضل آخرون أدوات خفيفة مثل Shadowsocks وPsiphon لتجاوز الرقابة دون التضحية بالسرعة. وتنتقل الشركات الكبرى نحو منصات SASE المتكاملة التي تجمع بين الشبكة والحماية في السحابة.
تحذيرات الخبراء
في سياق متصل، حذرت منظمة الحقوق الرقمية الشهيرة EFF من أن «الهجوم على VPN هو هجوم على الحرية والخصوصية الرقمية»، وأكدت أن محاولات الحكومات حظر هذه الأدوات لن تمنع الناس من البحث عن بدائل أكثر ذكاءً. كما يشير خبراء الأمن السيبراني إلى أن الـ VPN التقليدية كانت الحل في 2015، ولكن بحلول 2025، ستكون الحلول الجديدة أذكى وأسرع وأصعب على أي جهة أن توقفها.