«تحقيق في لقاء السيسي ونتنياهو في مصر عقب حرب غزة»

«تحقيق في لقاء السيسي ونتنياهو في مصر عقب حرب غزة»

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدعي أنه يظهر “لقاءً جمع أخيراً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مصر بعد حرب غزة”، لكن هذا الادعاء غير صحيح. FactCheck#

“النّهار” دققت من أجلكم.

يعرض الفيديو لقاءً بين السيسي ونتنياهو، وقام بتداوله بعض الحسابات مع تعليق (من دون تدخل): “السيسي يستقبل من أجرم بحق في فلسطين على أرض مصر لإكمال صفقة بيع غزة”.

 

حقيقة الفيديو

لكن البحث العكسي أثبت أن هذا الادعاء غير صحيح، إذ أن الفيديو يعود إلى لقاء سابق بين السيسي ونتنياهو في 19 أيلول/سبتمبر 2017، وقد نشرته وكالة “فرانس برس” في حسابها على يوتيوب في التاريخ ذاته، بعنوان: “السيسي يلتقي نتنياهو في نيويورك في أول محادثات علنية”.

ووفقاً للبيان الصادر عن رئاسة الجمهورية المصرية آنذاك، استقبل السيسي نتنياهو في مقر إقامته بنيويورك.

تفاصيل اللقاء

قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية إن اللقاء شهد بحث سبل إحياء عملية السلام، وأكد السيسي على أهمية جهود مصر في استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقاً لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة.

كما أثنى السيسي على جهود إدارة الرئيس ترامب (في ولايته الأولى) في هذا الصدد، مشيراً إلى ما ستسهم به التسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية في تحقيق واقع جديد بالشرق الأوسط، ينعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية.

ردود الأفعال

من جهته، أعرب نتنياهو، وفقاً للبيان المصري، عن تقديره لدور مصر الهام في الشرق الأوسط، وجهودها في مكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة.

جاء هذا اللقاء في نيويورك بالتزامن مع تطور مهم، تمثل في محادثات هاتفية جرت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في أول تواصل بينهما قبل نحو عام. بالإضافة إلى ذلك، كان قد تم الإعلان عن حل اللجنة الإدارية التي شكلتها حركة حماس، ودعت حكومة رئيس الوزراء رامي الحمدالله آنذاك إلى ممارسة مهامها في قطاع غزة، كما وافقت على إجراء انتخابات عامة.

تحركات جديدة نحو السلام

كثفت مصر في الآونة الأخيرة اتصالاتها وتحرّكاتها، بهدف الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف الحرب في قطاع غزة وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، وفقاً لمصادر مطلعة لـ”النهار”.

تأتي هذه التحركات في وقت أفادت فيه التقارير الإعلامية العبرية بأن إسرائيل أبلغت واشنطن بأنها لن تتمكن من الانتقال للمرحلة التالية من الخطة، إلا بعد تسليم رفات اثنين من الأسرى في غزة.

بينما يكتنف الغموض المشهد الحالي، ويبدو فيه الانتقال للمرحلة التالية “مجمداً”، قال وكيل الاستخبارات المصرية السابق اللواء محمد إبراهيم الدويري لـ”النهار” إن “مصر تسابق الزمن من أجل تنفيذ خطة الرئيس ترامب، والتحرك مع جميع الأطراف لتثبيت وقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب بصورة نهائية كأولوية أولى”.

كما أضاف الدويري أن “مصر تركز أيضاً على إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية للقطاع، لتوفير مقومات الحياة للفلسطينيين في كل أنحاء القطاع، مما يساعدهم على البقاء في أرضهم”.

وأشار إلى أن “التحرك المصري المكثف يركز على نقطتين رئيسيتين: العمل على الانتهاء من تشكيل اللجنة الفلسطينية المستقلة، التي ستدير غزة خلال الفترة الانتقالية، ودفعها للبدء في العمل على الأرض، إضافة إلى تدريب القوات الفلسطينية التي ستتولى تأمين القطاع بالتنسيق مع قوة الاستقرار الدولية، التي لا تزال في طور التشكيل وتحديد طبيعة المهام الموكلة إليها”.

الخلاصة: الفيديو المتداول قديم، إذ يعود إلى 19 أيلول 2017، ولم يلتق الرئيس المصري ونتنياهو في أي مناسبة منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *