الافتتاح فلسطيني والتكريم.. والختام مصري

0 تعليق ارسل طباعة

بسنت حسن

الجمعة 02/مايو/2025 - 12:43 م 5/2/2025 12:43:33 PM

افتتحت فعاليات الدورة ال ١٥ لمهرجان (مالمو للفيلم العربي ) في السويد بفيلم فلسطيني هو ( احلام عابرة ) للمخرج الفلسطيني الكبير ( رشيد مشهراوي ) والذي سبق له وان افتتح بفيلمه الجديد فعاليات مهرجان القاهرة السنمائي الدولي في دورته الاخيرة واختار ( رشيد مشهراوي ) رمزية الحمام ليتحدث عن شعبه الذي اجبر على ترك ارضه فحلق في السموات ليوصل الرسائل لاصحابها وتحديدا لمن هم في السجون والوطن صار وللاسف سجنًا كبيرًا سجن فيه الاحتلال اصحاب الارض والحق.. ومصير الحمام الحتمي هو دومًا وحتمًا العودة لدياره الاولى ولو بعد حين.. ولتظل الاحلام تعبر من ارض لارض وتحلق من سماء لسماء حتى تجد من يحققها.. فللحلم بقية والاحلام كالحقوق لا تسقط بالتقادم.. وحتى ( الخال ) في الفيلم او  الاخ الذي تأخر على شقيقته وحدثت بينهما قطيعة وغياب فقد عاد اليها في نهاية الفيلم كما عاد الحمام لصاحبه ( الطفل الصغير بطل الفيلم ) والذي ظل يبحث عن الحمام خاصته وبعير المدن والحواجز ليجده ويعيده له ولاحضانه بعد الضياع والشتات  فالعودة حق ومصير لا خلاف عليه مهما طال الزمان.. وشاهد الفيلم الذي سبق عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي رواد مدينة ( مالمو ) المدينة الاشهر من حيث تعداد المهاجرين العرب من مختلف الجنسيات وبالطبع الفلسطينيين الذين ينتمون لقضيتهم (قضيتنا الانسانية الكبرى ) والتي يناصرها كل على طريقته.. حيث قام مجموعة من الشباب المتحمس الذي لا يرى سوا ما هو كائن تحت قدميه باستغلال الجموع الغفيرة والصحف والكاميرات التليفزيونية التي كانت حاضرة في افتتاح دورة المهرجان وحضور شخصيات رفيعة المستوى واخرى لها علاقة بالفنون والثقافة والسينما ليقدموا طرحًا راديكاليا بصوت زاعق مما اضطر الامن للتدخل وكاد ان يفشل الحدث ويقتل برصاصة طائشة غير محسوبة لولا تدارك المخرج ( رشيد مشهراوي) للموقف وخطبته التقديمية القصيرة لفيلمه ( فيلم الافتتاح الفلسطيني احلام عابرة ) وحديثه عن الفنون ودورة السينما في المقاومة وحفظ الذاكرة والتاريخ والحفاظ على هويتنا وحقوقنا التاريخية التي لا يستطع احد سلبها منا..و قد آثر المخرج والمنتج الفلسطيني السيد ( محمد قبلاوي ) مؤسس المهرجان ورئيسه نظرًا  لكل ما سبق ان يصنع حدثًا فنيًا كبيرًا ومهرجانا سينمائيا للفيلم العربي في قلب اوروبا والسويد ليحتل بمرور السنين مكانة متميزة بين المهرجانات العربية بل والعالمية ويصبح منصة جادة ليس فقط لعرض الافلام بل لتقديم الدعم لمشاريع وسيناريوهات شبابية وعربية واعدة لخلق سينما عربية واعدة وجادة ومتميزة بل وخلف كوادر سينمائية عربية تزاحم لتجد لنفسها موطىء قدم في عوالم السينما الساحرة على مستوى العالم.. وبفضل تلك الاستراتيجية الطازجة والطموحة الجادة يزداد المهرجان ثقلًا عاما بعد عام ويتطور بشكل مذهل وواضح ويجتذب نماذج اكثر من السينما المختلفة والسينمائيين الواعدين في اجواء تنافسية وتكاملية.. وتحدث تشابكات عديدة من خلال الحلقات البحثية والورش واللقاءات والماستر كلاس لعرض التجارب وتقديم الدعم بشتى صنوفه للعاملين في حقل السينما وان يكون هنالك ايضا شراكات وتوأمات وموائمات ايضا وتعاون ما بين المهرجان ومهرجانات اخرى يمكن التشبيك معها مثل مهرجان( روتردام للفيلم العربي)  و مهرجان (جنيف للفيلم الشرقي ) وغيرها من المهرجانات ذات نفس التوجه والهدف ليصبح هنالك تواجد شرقيا وافريقيا وعربيا في اوروبا من خلال ثلاث بلدان كبرى في اوروبا مثل سويسرا وهولندا والسويد والمعروفين بكثرة الهجرات واللجوء اليها نظرًا للظرف البائس والقاسي الذي تمر به غالبية بلدان الشرق الاوسط ولجوء مواطنيها لأراض تتسع لهم وتحتضنهم وفي الدورة ال 15 لمهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد قررت ادارة المهرجان عرض الفيلم الفلسطيني ليكون خير بداية واستهلال لفعاليات عديدة ومتنوعة ما بين عروض افلام وندوات وماستر كلاس وحلقات بحثية ونقاشية واختار المهرجان النجم المصري ( احمد حلمي ) لتكريمه على مجمل اعماله ونظم له المهرجان ( ماستر كلاس ) تحدث فيه بقلب مفتوح عن مشواره واعلن من خلاله خوض تجربة جديدة له تماما في 
الدراما التي لم يبتعد عنها تعاليا عليها او كراهية فيها وانه سيتقدم نحوها بخطىً راسخة قريبا كما وعد جمهوره بادوار جديدة مختلفة ومتنوعة بعيدا عن الكوميديا وبالفعل ظهر كضيف شرف في مشهد انساني مؤثر بعيدا تماما عن الكوميديا في فيلم ( ضي ) ( سيرة اهل الضي ) للكاتب الشاب الواعد ( هيثم ديور ) والمخرج  المتميز ( كريم الشناوي ) الذي أبدع  في السينما من خلال هذا الفيلم كما ابدع في الدراما من خلال مسلسله الاخير الذي عرض في شهر رمضان الماضي وهو مسلسل ( لام شمسية ) وعرض فيلمه الجديد ( ضي ) في مسابقة مهرجان ( مالمو ) للفيلم العربي والذي اختار ان يكون ختامه ايضا مصريا وان يكون فيلم ختام المهرجان والدورة هو الفيلم المصري ( سنو وايت ) ( Snow White ) بطولة الممثلة الرائعة التي أشاعت روح البهجة والمرح  في اروقة المهرجان بثقة واتزان وخفة ظل مميزة وهي الممثلة الشابة (مريم شريف ) من قصار القامة والتي قامت بدور رائع في هذا الفيلم الهام الذي يتعرض لقضايا مهمة لا تخص قصار القامة وحدهم بل تخص مجتمعنا المصري بأكمله ودور العوالم الافتراضية في حيواتنا والغبن الذي يمارس على المرأة في المجتمع والتي تتعرض لشتى انواع القهر والتنمر حتى وان لم تكن من قصار القامة ويظهر الفيلم كذلك قوة المراة المصرية وقدرتها على الصمود في وجه كل المنغصات والعوار المجتمعي في عمل فني مكتمل متقن وجيد الصنع ينتصر للمرأة وللانسان من اخراج المخرجة الشابة المتميزة ( تغريد ابو الحسن ).

أخبار ذات صلة

0 تعليق