السيلينيوم معدن ضروري قد يصبح خطيرًا إذا زاد عن حده

0 تعليق ارسل طباعة

في الوقت الذي يسعى فيه الكثيرون لتحسين صحتهم من خلال تناول المكملات الغذائية والمصادر الطبيعية للفيتامينات والمعادن، يبرز السيلينيوم كأحد العناصر المهمة التي تلعب دورًا رئيسيًا في دعم المناعة، ووظائف الغدة الدرقية، والوقاية من الالتهابات. إلا أن الدراسات الحديثة تسلط الضوء على جانب آخر لهذا العنصر: الإفراط في تناوله قد يكون ضارًا، بل ومهددًا للصحة.

فما هي الكمية الآمنة من السيلينيوم؟ وما الفرق بين فائدته وضرره؟ وكيف يمكن الاستفادة منه دون الوقوع في مخاطر الجرعة الزائدة؟

ويرجع جزء كبير من هذه الفوائد إلى عنصر السيلينيوم، وهو معدن أساسي يدعم المناعة ويساعد في إنتاج الحمض النووي ويحسّن وظائف الغدة الدرقية. إلا أنه ينبغي استهلاك هذا المعدن، رغم ضرورته، بحذر شديد.

وأوصت الجهات الصحية بتناول 55 ميكروغراما من السيلينيوم يوميا للبالغين، بينما تحتوي الجوزة البرازيلية (أو كما يُعرف باسم جوز البرازيل) الواحدة على أكثر من 90 ميكروغراما، أي أن حصة صغيرة من المكسرات (6 حبات) قد تتجاوز الحد الأعلى الآمن البالغ 400 ميكروجرام يوميا.

ورغم الفوائد المتوقعة، يحذّر الأطباء من أن تجاوز هذا الحد قد يؤدي إلى أعراض تسمم السيلينيوم، مثل رائحة نفس كريهة وتكسر الأظافر وتساقط الشعر واضطرابات الجهاز الهضمي، وقد يتطور الأمر إلى مشكلات في الكلى أو القلب.

ورغم أن دراسات سابقة اعتبرت السيلينيوم عاملا مساعدا في الوقاية من السرطان، فإن أبحاثا حديثة أعادت النظر في هذه الفرضية. وتوصلت مراجعة علمية أجرتها مؤسسة Cochrane، إلى عدم وجود دليل يدعم فاعلية مكملات السيلينيوم في خفض خطر الإصابة بالسرطان، بل ووجدت أن بعض المشاركين في الدراسات أظهروا زيادة في معدل الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان البروستات.

كما كشفت دراسة نشرت في مجلة Nature أن كلا من المستويات المنخفضة والعالية من السيلينيوم ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، خصوصا في المعدة والقولون والرئة. ووجدت الدراسة أن النطاق "الآمن" يتراوح بين 111 و124 ميكروغراما يوميا.

وفي دراسة أخرى، ارتبطت مكملات السيلينيوم بزيادة خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية، وهو ثاني أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعا، بنسبة وصلت إلى 25%.

وإلى جانب ذلك، يحذر الأطباء من أن تناول السيلينيوم بكميات زائدة قد يتداخل مع مفعول بعض الأدوية مثل موانع الحمل وأدوية الكوليسترول والمهدئات، ما قد يُضاعف المخاطر المحتملة.

ووفقا للخبراء، يظل العامل الأهم في الاستفادة من السيلينيوم هو الجرعة. فبينما يعد عنصرا ضروريا، فإن تناوله بكثرة قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

نقلا عن روسيا اليوم


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق