لاحظ عدد من مستخدمي ChatGPT مؤخرا سلوكا غريبا من روبوت الدردشة الشهير، فقد بدأ بمناداتهم بأسمائهم الأولى أثناء المحادثة، دون أن يكونوا قد زودوه بهذه المعلومات مسبقا، وهذا ليس سلوكا افتراضيا معتادا، ما أثار استغرابا وجدلا واسعا بين المستخدمين.
ChatGPT بدأ ينادي المستخدمين بأسمائهم
ردود الأفعال كانت متباينة، إلا أن كثيرين وصفوا سلوك ChatGPT بأنه "مزعج" و"غير مبرر"، من بينهم سيمون ويليسون، مطور برمجيات ومهتم بالذكاء الاصطناعي، الذي وصف استخدام الأسماء بأنه "مريب وغير ضروري".
وعلى منصة إكس (تويتر سابقا)، انتشرت عشرات المنشورات من مستخدمين أعربوا عن استغرابهم أو انزعاجهم من هذا التصرف المفاجئ.
كتب أحد المستخدمين ساخرا: "الأمر يشبه أستاذ يواصل مناداتي باسمي، لول... لا أحب ذلك".
هل هناك علاقة بـ"ميزة الذاكرة" الجديدة؟
حتى الآن، لم توضح شركة OpenAI السبب وراء هذا التغيير، كما أن توقيت بدء ظهور هذه السلوكيات غير واضح، ما يطرح تساؤلات عن احتمال ارتباط الأمر بتحديثات ميزة "الذاكرة" الجديدة التي تتيح لـ ChatGPT تذكر المحادثات السابقة لتخصيص التفاعل.
الغريب أن بعض المستخدمين الذين فعلوا إعدادات "عدم التخصيص" و"إيقاف الذاكرة" أكدوا أن ChatGPT لا يزال يناديهم بأسمائهم.
ويبدو أن هذه الخطوة وإن كانت تهدف لجعل التجربة أكثر شخصية قد أتت بنتائج عكسية، فبدلا من تقريب ChatGPT من المستخدمين، عززت شعورهم بعدم الراحة، وكشفت عن الفجوة العاطفية التي يصعب سدها بين البشر والأنظمة الذكية.
وفي هذا السياق، أشارت عيادة فالينس للطب النفسي في دبي في مقال لها إلى أن استخدام الأسماء أثناء المحادثات يمكن أن يكون أداة فعالة لبناء العلاقات، لكنه قد يبدو "مزيفا أو اقتحاميا" إذا تم بشكل مفرط أو غير مبرر.
وأضافت العيادة: "استخدام اسم الشخص يدل على القبول والاهتمام، لكن المبالغة فيه قد تفسر على أنها تصنّع أو تطفل".
وبعبارة أخرى، فإن محاولة ChatGPT أن يبدو أكثر "إنسانية" عبر استخدام الأسماء قد تشبه موقفا غريبا: أن يبدأ محمص الخبز في مناداتك باسمك، تجربة ليست محببة.
وذكر أحد الصحفيين أن نموذج o3 من ChatGPT ناداه باسم "كايل" أثناء بحثه عن معلومة، رغم أنه لم يشاركه هذا الاسم، لكنه لاحظ لاحقا أن السلوك قد تم التراجع عنه، حيث عاد الروبوت لاستخدام مصطلح "المستخدم" بدل الاسم الشخصي.
وبالنسبة للبعض، هذه التفاصيل الدقيقة كمناداة بالاسم تكسر وهم الذكاء الاصطناعي "الودود"، وتذكرهم بأنهم يتعاملون في النهاية مع خوارزمية قابلة للبرمجة، لا أكثر.