اختتمت جولة ثانية من المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة الإيطالية روما، مساء السبت، بعد أربع ساعات من النقاشات التي جرت في مقر إقامة السفير العماني، بمشاركة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وسط حضور لافت لوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الذي لعب دور الوسيط الرئيسي.
تأتي هذه المحادثات في وقت يتواصل فيه الجدل داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبين واشنطن وتل أبيب، بشأن أفضل السبل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، بين من يدفع باتجاه الدبلوماسية ومن يطالب بالخيار العسكري، لا سيما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لكن ترامب بدا مصرًا في الوقت الراهن على إعطاء الفرصة للمسار الدبلوماسي، إذ صرّح يوم الجمعة من المكتب البيضاوي قائلاً: “أريد لإيران أن تكون عظيمة ومزدهرة ورائعة، لكن لا يمكنها امتلاك سلاح نووي، وإن حصلت عليه، فأنتم جميعًا ستكونون في خطر كبير.”
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن جولة روما كانت تهدف إلى وضع إطار لآلية المفاوضات المقبلة، بعد أن ركزت الجولة الأولى في مسقط الأسبوع الماضي على تحديد نغمة الحوار وصيغته.
وفي بيان صادر عن الوساطة العُمانية، أُعلن أن الطرفين اتفقا على "الانتقال إلى المرحلة التالية" من المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق "عادل، دائم وملزم يضمن خلو إيران تمامًا من الأسلحة النووية، مع رفع العقوبات، والسماح لها بتطوير برنامج نووي سلمي."
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية المحادثات بـ"المفيدة"، مؤكدة أنها ستُستكمل خلال الأيام المقبلة بجولة فنية، يعقبها لقاء رفيع المستوى يوم السبت المقبل.
وكان اختيار روما كمكان بديل لمسقط ناتجًا عن طلب أمريكي لتقليل وقت السفر، إلا أن الإيرانيين أصروا على بقاء الوساطة العُمانية.
اللافت أن ويتكوف توجه إلى روما بعد لقاء سري في باريس، جمعه بمسؤولين إسرائيليين بارزين هما وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس الموساد ديفيد برنيا، اللذين حاولا التأثير على الموقف الأميركي قبل بدء المحادثات. وتشير مصادر إلى أن ديرمر يوجد الآن في روما، دون تأكيد ما إذا كان سيلتقي ويتكوف.