الإثنين 28/أبريل/2025 - 05:58 م 4/28/2025 5:58:35 PM

قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن استفتاء القلب يكون في حالتين، الأولى هي عند عدم ثبوت النص أو وروده، بمعنى أن يكون الإنسان في مكان لا يوجد به علماء، ولا يمتلك نصًا شرعيًا واضحًا في المسألة، ولا يعرف حكمها، واستشهد بموقف معاذ بن جبل عندما سأله النبي صل الله عليه وسلم: "بم تحكم يا معاذ؟"، فأجابه: "بكتاب الله"، فقال له النبي: "فإن لم تجد؟"، قال معاذ: "فبسنة رسول الله"، فقال النبي: "فإن لم تجد؟"، قال معاذ: "أجتهد رأيي"، مشيرًا إلى أن هذا التدرج وقع مرتين، مما يدل على أن الإنسان قد لا يجد الحكم الشرعي ولا العالم الذي يفتيه، فحينها يستفتي قلبه.
وأضاف الجندي، خلال حلقة برنامج “لعلهم يفقهون”، والمذاع عبر فضائية dmc، أن الدليل على ذلك حديث النبي صل الله عليه وسلم عن أشراط الساعة، عندما تحدث عن تقارب الزمان، حيث يصبح العام كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، ويصبح تقدير أوقات الصلاة مرتبطًا بالشمس، مشيرًا إلى أنه عندما سئل النبي صل الله عليه وسلم عن كيفية الصلاة في هذه الحالة، قال: "اقدروا له"، موضحًا أن معنى ذلك أن الإنسان يقدر الأمور بتقديره الشخصي.
وأشار إلى أن هذا التقدير الشخصي يقع فيه الناس يوميًا، مثل الشخص المريض في رمضان، الذي يقدر بنفسه مدى تأثير الصيام عليه، خاصة إذا لم يجد طبيبًا يستشيره أو لم يحصل على فتوى واضحة، وكذلك المصلي الذي يقرر بنفسه إن كان يستطيع الصلاة قائمًا أو قاعدًا أو مضطجعًا حسب حالته.
الحالة الثانية لاستفتاء القلب
وتابع أن الحالة الثانية التي يستفتى فيها القلب تكون عند اختلاف عالمين ثقتين، ولكل منهما دليل ورأي معتبر، فحينها يختار الإنسان بين الرأيين ما يطمئن له قلبه، دون أن يبتدع رأيًا ثالثًا، مؤكدًا أن ذلك يحدث مثلما حدث مع مجمع البحوث الإسلامية، الذي أصدر فتاوى متباينة بخصوص فوائد البنوك في أزمنة مختلفة، نتيجة لتغير المعاملات والرؤية الاقتصادية.
0 تعليق