تصدرت خسائر إسبانيا والبرتغال بعد انقطاع الكهرباء لساعات التقارير الدولية، خاصة بعد الأزمة التي تعرض لها البلدان أمس بانقطاع شبه كامل للتيار الكهرباء لأكثر من يوم كامل ما أدى لخسائر غير متوقعة.
وتعليقا على خسائر إسبانيا والبرتغال بعد انقطاع الكهرباء لساعات، قالت آنا أندرادي، الخبيرة الاقتصادية إن انقطاع الكهرباء قد يؤدي إلى خسائر فورية تقدر بحوالي 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي الفصلي لإسبانيا، إلا أنها توقعت أن يتم تعويض جزء من هذه الخسائر خلال الأيام والأسابيع المقبلة مع استعادة إمدادات الطاقة.
وأضافت أندرادي في مذكرة تحليلية نشرتها وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن الصورة العامة للاقتصاد الإسباني لا تزال إيجابية، وأن البلاد تُظهر أداءً اقتصاديًا قويًا مدفوعًا بزخم نمو مستقر، مع تعرض محدود للتأثيرات المباشرة الناجمة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى.
خسائر إسبانيا والبرتغال بعد انقطاع الكهرباء لساعات سابقة أوروبية
وتابعت الوكالة الأمريكية، أن انقطاع الكهرباء الأخير في شبه الجزيرة الإيبيرية والذي شمل اسبانيا والبرتغال وفرنسا بانقطاع كبير آخر شهدته أوروبا في يوليو 2021، عندما بقي ملايين الأشخاص من دون كهرباء لساعات، حيث أشارت السلطات آنذاك إلى مجموعة من العوامل المحتملة من بينها الظروف الجوية القاسية والأعطال الفنية.
أما في انقطاع يوم الاثنين، فكانت شبكة القطارات من بين أكثر المرافق تأثرًا، حيث أعلنت السلطات أن نحو 35 ألف مسافر تقطعت بهم السبل داخل أكثر من 100 قطار، ما استدعى تدخل قوات الأمن للمساعدة.
ونتيحة لحجم خسائر إسبانيا والبرتغال بعد انقطاع الكهرباء لساعات تتواصل التحقيقات الرسمية في مدريد ولشبونة لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث، فيما تستمر تداعياته في إظهار هشاشة الأنظمة الحيوية حتى في أكثر الدول تطورًا، خاصة في ظل تصاعد التحديات المرتبطة بالطاقة والتغير المناخي.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد شهدت أوروبا في السابق حوادث مماثلة تسببت في تعطيل الحياة اليومية على نطاق واسع.
على غرار أوروبا.. خسائر فادحة في إسبانيا والبرتغال بسبب الكهرباء
وفي عام 2003، غرق أكثر من 50 مليون شخص في إيطاليا في الظلام ليوم كامل تقريبًا بعد أن تعرض الخط الكهربائي الرابط بين سويسرا وإيطاليا لحمل زائد، في أسوأ انقطاع للكهرباء تشهده البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 2006، انقطعت الكهرباء عن 10 ملايين شخص في ألمانيا بشكل مفاجئ بعد تحميل مفرط على شبكة الطاقة في شمال غرب البلاد.
أما العام الماضي، فقد انقطعت الكهرباء لعدة ساعات في معظم أنحاء البلقان، بالتزامن مع موجة حر شديدة تجاوزت فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية، أي أكثر من 100 درجة بالفهرنهايت.
وتجدر الإشارة إلى أن شبكات الطاقة الأوروبية مترابطة بشكل معقد، الأمر الذي يجعل من أي خلل أو زيادة في الأحمال في منطقة واحدة سببًا في امتداد تأثيره إلى دول مجاورة. وهذا ما يعزز القلق من أن الحادث الأخير قد يكون إنذارًا لنظام الطاقة الأوروبي برمّته.
0 تعليق