بعد فوزه في الانتخابات الكندية.. كارني يدعو إلى الوحدة الوطنية

0 تعليق ارسل طباعة

في خطابه بعد فوزه بالانتخابات العامة التي أجريت صباح اليوم الثلاثاء، لم يضيع عمارك كارني وقتًا في الدعوة إلى إعادة تشكيل جذرية لعلاقة حكومته مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تثير الشكوك حول قدرة كندا على العمل كـ"دولة حرّة، ذات سيادة وطموح".

 

كارني، المصرفي المركزي السابق والمدير التنفيذي للاستثمارات، ركّز طوال حملته الانتخابية على التهديدات القادمة من الشريك التجاري الأكبر لكندا والحليف السياسي القديم، حسبما أفادت صحيفة “الجارديان” البريطانية. 

إعادة هيكلة الاقتصاد الكندي 

 

كارني، المعروف بحبه لآليات السياسات العامة، تعهّد بإعادة هيكلة الاقتصاد الكندي لتقليل اعتماده على الولايات المتحدة، وهي مهمة صعبة بالنظر إلى أن التجارة الثنائية تمثل خُمس الناتج المحلي الإجمالي الكندي.

 

وفي خطاب كان من المفترض أن يكون احتفاليًا، اتخذ كارني نبرة حزينة وهو يُعلن نهاية علاقة تاريخية: “علاقتنا القديمة مع الولايات المتحدة، تلك القائمة على اندماج متزايد تدريجيًا، قد انتهت”. 

نظام التجارة العالمية المفتوحة الذي تقوده الولايات المتحدة — النظام الذي اعتمدت عليه كندا منذ الحرب العالمية الثانية، والذي، رغم عيوبه، ساهم في ازدهار البلاد لعقود قد انتهى.

كما دعا إلى الوحدة الوطنية، في ظل التوترات الجغرافية والسياسية التي كادت تدفع الناخبين لاختيار حكومة محافظة.

 

قال كارني: "رسالتي لكل كندي: بغض النظر عن مكان إقامتك، أو اللغة التي تتحدثها، أو لمن صوتت، سأبذل دائمًا قصارى جهدي لتمثيل كل من يعتبر كندا وطنه”.

 

رغم الضغط الخارجي من ترامب، لا تزال كندا تواجه أزمات داخلية حادة: أزمة الإسكان، وارتفاع معدلات الهجرة، وتكلفة المعيشة المتزايدة، كلها قوضت ثقة الناخبين بالحزب الليبرالي.

 

ووعد كارني باستخدام قوة الحكومة لمواجهة هذه الأزمات المترابطة، قائلًا لمناصريه صباح الثلاثاء إن حكومته "قادرة على فعل أشياء كان يُعتقد أنها مستحيلة وبسرعة لم نشهدها منذ أجيال".

وأضاف: "نقطة الأساس هي أننا قادرون على منح أنفسنا أكثر بكثير مما قد يسلبه الأميركيون منا".

 

من المتوقع أن يجري رئيس الوزراء اتصالًا هاتفيًا مع ترامب خلال الأيام المقبلة، وفقًا لمسؤول ليبرالي رفيع، تمهيدًا لمفاوضات حول اتفاق تجاري جديد.

 

قال المصدر: “إنه يستعد لهذا الاجتماع كما كان يستعد لمناظرات الحملة الانتخابية: يجهز نفسه لكل السيناريوهات الممكنة، لأنه لا يعلم أي نسخة من الرئيس سيواجه”.

 

ومع وقوف كندا عند مفترق طرق سياسي واقتصادي، يتعيّن على كارني التوفيق بين رؤى متضاربة لمسار البلاد المستقبلي.

 

قال بيتر مورو، أستاذ الاقتصاد في جامعة تورونتو: وأضاف: “التحدي أمام كندا هو أنها ليست في موقع مريح للتخلي كثيرًا عن علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة.. الجغرافيا تجعل من أمريكا شريكًا تجاريًا بديهيًا. وإذا حاولت كندا التنويع بعيدًا عنها بشكل مفرط، فذلك قد يشبه محاولة تكرار تجربة بريكست”.

 

ويُحذر مورو من أن التفاوض مجددًا على اتفاق مع شريك سبق أن أظهر استعدادًا لتمزيق الاتفاقيات ليس بالأمر السهل. وقال: “في الأسابيع الأخيرة، بدأ الكنديون في تبني نزعة قومية اقتصادية، بمقاطعة السلع الأميركية وتشجيع البدائل المحلية”.

لكن مورو يضيف: “كل ما نعرفه هو أن الشركات المنخرطة في التجارة العالمية تكون أكثر إنتاجية. هذا التوجه القومي الاقتصادي ليس فكرة جيدة على الإطلاق. ما ينبغي على كندا فعله هو التوسع في الشراكات مع أوروبا ودول أخرى، وتجنب الانغلاق”.

وأشار أيضًا إلى النقاش الجاري حول شراء مقاتلات F-35 الأمريكية، في وقت باتت فيه الولايات المتحدة شريكًا "غير موثوق"، بعض المنتقدين دعوا لدراسة عروض من شركات أوروبية بدلًا من المضي في صفقة مليارية مع "لوكهيد مارتن".

 

وفي خطابه الانتخابي، لمح كارني إلى هدفه بتعزيز العلاقات مع حلفاء يشاركونه الرؤية، خاصة في أوروبا.. ويُعرف كارني، المحافظ السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا، بطموحاته الدولية الواسعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق