تفاصيل مناقشة مسرحية "يوم قام سقراط" للكاتب الراحل عصام الشماع

0 تعليق ارسل طباعة

الثلاثاء 29/أبريل/2025 - 10:37 م 4/29/2025 10:37:54 PM

صورة من المناقشة
صورة من المناقشة

في أمسية ثقافية، نظمت مكتبة ديوان في مصر الجديدة حفل إطلاق ومناقشة النص المسرحي "يوم قام سقراط" للكاتب والمخرج الراحل عصام الشماع، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لرحيله في 29 أبريل. وقد شهدت الفعالية حضورًا نوعيًا من الكتاب والمثقفين والفنانين الذين جاءوا لتكريم ذكرى مبدع ترك بصمته الواضحة في الفن المصري الحديث.

مكتبة ديوان


أدارت اللقاء الإعلامية والكاتبة الصحفية عائشة نصار، التي افتتحت كلمتها بالقول: "أرى أن النص الأهم والأشمل في مسيرة عصام الشماع هو مسرحية يوم قام سقراط"، مشيدةً بالعمق الفلسفي والفني للنص، وبقدرته على استلهام روح سقراط في زمن تتزايد فيه التحديات أمام حرية الفكر.
شارك في الندوة المخرج المسرحي د. عمرو دوارة، الذي استعاد ذكرياته مع الشماع منذ أول لقاء بينهما في مهرجان المونودراما، مؤكدًا أن "عصام كاتب يُذكر اسمه بجوار كبار الكتاب مثل محفوظ عبد الرحمن وأسامة أنور عكاشة"، مشيرًا إلى تنوع إنتاجه، وجرأته الفنية، وقدرته على الجمع بين الإخراج والتأليف بقوة صياغة وأفكار مبتكرة، قائلًا: "في داخله شاعر يكتب جملًا تيلغرافية محكمة، يحمل مشروعًا ثقافيًا متكاملًا".
أما الفنان ياسر علي ماهر، صديق الراحل منذ سنوات الدراسة، فأكد أن الشماع كان "متأثرًا بفكر سقراط، مؤمنًا بأن الفضيلة جوهر كل شيء، وكان يعيش ما يكتب، ويقدم شخصياته دون أحكام مسبقة، حالمًا بالمدينة الفاضلة". وأضاف: "كان دائمًا منحازًا للمهمشين"، مستشهدًا بأعماله مثل شيبوب، طالع النخل والأراجوز، التي جسد فيها شخصيات من الهامش بوصفهم أبطالًا تراجيديين.

مصطفى عباس


وصرّح الكاتب مصطفى عباس، أحد أصدقاء الشماع في فترة الجامعة: "عصام كان مايسترو في الظل، يقود من الخلف، وكان الأكثر مثابرة بيننا، يعرف مشروعه ويخطط له بدقة"، مطالبًا بإعادة طباعة كل أعماله بما في ذلك السيناريوهات لما تحمله من فكر مستنير ومنحاز للبسطاء.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي أيمن الحكيم أن عصام الشماع كان له الفضل في دعمه وتشجيعه على الكتابة الدرامية، مضيفًا: "علّمني ولم يبخل عليّ. كان صديقًا وملجأً، ويستحق إعادة اكتشاف فنه ومشروعه بالكامل".
تناولت الندوة أيضًا تفاصيل النص المسرحي "يوم قام سقراط"، الذي يتألف من فصلين وسبعة مشاهد، تبدأ من زنزانة الفيلسوف في السجن، مرورًا بساحة المحكمة ومرفأ الميناء، وصولًا إلى لحظة التضحية الكبرى. النص يقدّم سقراط كرمزٍ للحرية الفكرية في مواجهة السلطة والتقاليد، ويُبرز تأثيره على جيل من الشباب المثقف، مثل أفلاطون، في خضم معركة فكرية لا تزال أصداؤها قائمة حتى اليوم.
وأكد الحاضرون على أهمية دعم هذا النص فنيًا وإنتاجه على خشبة المسرح، لما يحمله من قيم إنسانية وتاريخية كبرى، داعين وزارة الثقافة إلى تبنّي العمل، وطباعة إرث عصام الشماع كاملًا، وفاءً لإبداعه ورسالته
تحدث في الندوة أيضا العديد من الفنانين والفنانات الممثلين من مختلف الأعمار الذين اكتشفهم قدمهم عصام الشماع وقدمهم للمسرح والتليفزيون،السينما. 


عصام الشماع 


كاتب ومخرج مصري(1955 – 2024)، تخرج في كلية الطب بجامعة عين شمس، واشتغل بالطب النفسي لفترة، قبل أن يتفرغ للإبداع الفني. كتب وأخرج العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، من أبرزها أفلام كابوريا، توت توت، الأراجوز، ومسلسلات الكبريت الأحمر ورجل في زمن العولمة. كتب عددًا من المسرحيات أبرزها شيبوب، وتُعد يوم قام سقراط آخر ما أبدعه قبل رحيله، وهي عملٌ يجمع بين الفلسفة، الشعر، والفكر التقدمي المتحرر.
هذا الحدث الثقافي لم يكن مجرد تكريم لذكرى، بل شهادة على فكرٍ لا يموت، وصوتٍ ما زال يحثّنا على مراجعة أنفسنا، والانحياز للحق، والارتقاء بالذوق والفكر الجمعي.

صورة من المناقشة
صورة من المناقشة
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق