احذروا.. نشاط بدني شائع الانتشار قد يتسبب في تلف الرئتين

0 تعليق ارسل طباعة

شهدت السنوات الأخيرة انتشارا واسعا لنشاط بدني شائع داخل المدن الكبرى، جذب اهتمام فئات متنوعة من الناس، خاصة في ظل توفر مرافق متخصصة تتيح ممارسته في بيئة آمنة ومراقبة.

ويتميز تمرين "التسلّق الصخري" بتزايد شعبيته بين الشباب والرياضيين، كما أصبح جزءا من نمط الحياة الصحية في العديد من المجتمعات الحضرية.

لكن دراسة حديثة حذّرت من أن هذا النشاط قد ينطوي على مخاطر صحية خفية، بعدما اكتشف باحثون نمساويون أن البيئة التي يُمارس فيها قد تحتوي على ملوثات كيميائية ضارة ناتجة عن الأحذية الخاصة المستخدمة فيه، ما قد يؤدي إلى مشاكل تنفسية خطيرة.

وكشف فريق البحث في جامعة فيينا أن أحذية التسلق المستخدمة في الصالات الرياضية المغلقة تطلق أبخرة كيميائية خطرة في الهواء، تحتوي على مركّبات سامة ترتبط بأمراض تنفسية مزمنة وتلف في الأعضاء، بل وبعض أنواع السرطان.

وفي الدراسة، اعتمد الباحثون على جهاز يحاكي الرئتين لقياس مستويات التلوث داخل 9 صالات تسلق في كل من النمسا وفرنسا وإسبانيا وسويسرا. وجاءت النتائج صادمة: تركيز الأبخرة السامة في الهواء يضاهي تلك المسجلة على الطرق المزدحمة في بعض المدن الكبرى في الصين، ما يجعلها من بين الأعلى عالميا.

وأرجع الباحثون الخطر إلى النعال المطاطية لأحذية التسلق، والتي تحتوي على مواد مشابهة لتلك المستخدمة في صناعة إطارات السيارات، مثل مركب 6PPD-quinone، المعروف بتسببه في التهابات رئوية وتلف واسع في الأعضاء الحيوية، بحسب تجارب سابقة على الحيوانات. كما تم رصد مادة البنزوثيازول، التي ارتبطت بزيادة احتمالات الإصابة بسرطان المثانة بين العمال الصناعيين.

وقال البروفيسور ثيلو هوفمان، المشارك في إعداد الدراسة: "المواد التي رصدناها لا مكان لها في الهواء الذي نتنفسه. من الضروري اتخاذ إجراءات فورية لتقليل التعرض، لا سيما لدى الفئات الحساسة مثل الأطفال".

ومن جانبها، أوضحت عالمة البيئة، أنيا شيرمان، أن البقع السوداء التي يلاحظها المتسلقون على الجدران الداخلية للتسلق، ما هي إلا بقايا مطاطية تُفرك وتنتشر في الهواء أثناء الاستخدام، ما يزيد من احتمالات الاستنشاق.

وأوصى الفريق بتحسين تهوية صالات التسلق، والابتعاد عن استخدام هذه الأحذية خلال أوقات الذروة، إلى أن يتم تطوير مواد بديلة أكثر أمانا لصحة المتسلقين.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق