تشهد مناطق واسعة من جبال القدس المحتلة حرائق ضخمة غير مسبوقة، دفعت إسرائيل إلى إعلان حالة الطوارئ وبدء عمليات إخلاء جماعية للتجمعات السكنية المهددة بالنيران، وسط استنفار أمني واسع النطاق وتحذيرات من اشتداد سعير الحرائق خلال الساعات المقبلة.

وقالت أجهزة الأمن القومي الإسرائيلية إن الوضع يتفاقم بسرعة بسبب ظروف جوية شديدة الصعوبة، أبرزها الرياح العاتية ودرجات الحرارة المرتفعة، ما يزيد من صعوبة جهود السيطرة على النيران.

وذكرت السلطات أنها حصلت على تعهدات بوصول ثلاث طائرات إطفاء من طراز "قندهير" من إيطاليا وكرواتيا، وتجري اتصالات مع اليونان وقبرص ودول أخرى للمساعدة العاجلة.

وأعلنت الشرطة إغلاق الطريق السريع رقم 1، أحد الطرق الحيوية في المنطقة، بعد أن وصلت ألسنة اللهب إليه. وأوضحت وزارة النقل وشركة "نتيفي يسرائيل" أنه تم تفكيك السياج الفاصل على طول الطريق لإتاحة عبور مركبات الإنقاذ والطوارئ.

كما انتشرت وحدة المركبات الثقيلة التابعة للشرطة في عدة نقاط لتأمين عمليات الإجلاء وتسهيل حركة الفرق الميدانية. 

وتشير التقارير إلى أن النيران امتدت إلى مناطق مثل نيفيه شالوم، بيت مئير، نحشون، ميفو حورون، مجمع اللطرون، وحديقة كندا، حيث تم إخلاء آلاف السكان حتى الآن.

وأكدت إدارة الإطفاء والإنقاذ أن 105 فرق إطفاء ميدانية و12 طائرة تشارك في جهود احتواء النيران، في حين حذرت الأرصاد الجوية من استمرار هبوب رياح قوية بسرعة تتراوح بين 60 و70 كيلومترًا في الساعة، ما يعوق الجهود الحالية ويهدد باتساع نطاق الحريق.

وفي مستشفى هداسا عين كارم القريب من منطقة الحريق، تم تفعيل خطة طوارئ تقضي بإجلاء الحالات غير الحرجة وعدم استقبال المرضى إلا في الحالات الطارئة، فيما أعلنت مديرة مستشفى شامير استقبال 8 مصابين حتى الآن.

وفي تطور لافت، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية رجلًا من سكان أم طوبا أثناء محاولته إشعال حريق متعمد في منطقة مفتوحة جنوب القدس، حيث عُثر بحوزته على أدوات اشتعال، وتم فتح تحقيق فوري معه.

وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها قدمت طلبات مساعدة عاجلة إلى خمس دول على الأقل، بينما تستعد قيادة الجبهة الداخلية والجيش الإسرائيلي لدعم عمليات الإطفاء والإنقاذ، إلى جانب استخدام مروحيات للبحث عن محاصرين.

ووصف قائد قوات الإطفاء في القدس الحريق بأنه "الأكثر خطورة في سلوك النيران واتساعها"، مشيرًا إلى أنه سيتم إخلاء أي مستوطنة أو تجمع سكاني مهدد فورًا.