في أعقاب التعادل السلبي المحبط أمام المصري البورسعيدي، انفجرت الأجواء داخل غرفة ملابس نادي الزمالك، حيث وجّه المدير الفني البرتغالي جوزيه بيسيرو انتقادات حادة ولافتة للاعبين، في "دش ساخن" لم يشهده الفريق منذ توليه المسئولية.

حيث جاء التعادل بطعم الخسارة لم يكن مجرد نتيجة غير مرضية في جدول الترتيب، بل كان صدمة جديدة في مسلسل الأداء الباهت وتراجع الفاعلية الهجومية التي باتت سمة متكررة للفريق في الآونة الأخيرة، وهو ما أثار غضب المدير الفني بشدة.

مصادر داخل الفريق كشفت أن بيسيرو لم يتمالك أعصابه بعد صافرة النهاية، ودخل إلى غرفة الملابس غاضبًا، وبدأ في توبيخ اللاعبين فردًا فردًا، مشددًا على أن ما حدث في الملعب لا يليق بتاريخ ولا قيمة نادي الزمالك.

وقال بلهجة صارمة إن الأداء بلا روح ولا تركيز، وإن اللاعبين أضاعوا فرصة مهمة للعودة إلى طريق الانتصارات، مؤكدًا أن غياب الروح القتالية كان أكثر ما أزعجه، حتى أكثر من فقدان النقاط نفسها.

ووجه حديثه المباشر لبعض الأسماء، واتهمهم بالتخاذل والاستهتار، مشيرًا إلى أنهم لا يدركون حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم.

بيسيرو اعتبر أن ما جرى أمام المصري هو جرس إنذار شديد اللهجة، وأن استمرار هذا المستوى سيؤدي إلى عواقب وخيمة، ليس فقط على مستوى النتائج، بل على مستقبل الفريق بأكمله.

 وقال للاعبين بصراحة، إن من لا يشعر بقيمة قميص الزمالك، عليه أن يبحث عن نادٍ آخر. وهدد بإجراء تغييرات كبيرة في التشكيل الأساسي، تبدأ من المباراة القادمة، وقد تطال أسماء كانت تُعد من الأعمدة الرئيسية، مؤكدًا أن الأداء هو المعيار الوحيد للبقاء في التشكيلة، وليس الاسم أو التاريخ.

في الوقت ذاته، لم يُخفِ بيسيرو استياءه من الحالة الذهنية للفريق، والتي وصفها بأنها "مضطربة وغير ناضجة"، معتبرًا أن الزمالك لا يفتقد المهارات أو الإمكانيات، بل يعاني من ضعف في التركيز والافتقار لروح الانتصار.

وقال إن الفريق لم يخلق فرصًا كافية، ولم يكن هناك أي رغبة حقيقية في الفوز، وكأن اللاعبين اكتفوا بمجرد التواجد داخل الملعب. وأضاف أن العمل الفني لن يكون كافيًا دون التزام وتفانٍ من الجميع، بدءًا من حارس المرمى حتى المهاجمين.

وجاء هذا التعادل ليفتح باب التساؤلات مجددًا داخل أروقة النادي، سواء من حيث الجاهزية البدنية للاعبين أو التوازن النفسي، وكذلك مدى قدرة الجهاز الفني على التعامل مع الضغوط.

وكانت الجماهير تأمل في انتفاضة قوية بعد نتائج متذبذبة، عبّرت عن غضبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبت بإجراءات حاسمة لإنقاذ ما تبقى من الموسم.

وبينما يتجه الفريق للاستعداد للمواجهة القادمة، تبدو الأجواء مشحونة، والأنظار متجهة نحو قرارات بيسيرو، سواء على صعيد التشكيل أو الأسلوب، والأكيد أن مباراة المصري لن تمر مرور الكرام داخل النادي، وأن بيسيرو لم يعد مستعدًا لتقديم أعذار أو تبريرات، بل يطالب برد فعل فوري يعيد للفريق شخصيته وهيبته، في وقت بات فيه أي تعثر إضافي مرفوضًا تمامًا.