كشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن اللقاء المقتضب الذي جمع الرئيسين الأمريكي والأوكراني في كنيسة القديس بطرس والشعور على حد تعبيره بأن بوتين "خدعه" قد غير إلى حد ما موقف الرئيس الأمريكي.
وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الجمعة، بقلم كاتبها باتريك سان بول، أن دونالد ترامب كان قد تعهد بإحلال السلام خلال أربع وعشرين ساعة، قبل أن يعطي نفسه مهلة مائة يوم، وفي النهاية، استغرق الأمر منه ثلاثة أشهر للتوصل إلى "صفقة" بسيطة بشأن استغلال الموارد المعدنية في أوكرانيا. 

وكان من المفترض أن يكون هذا مجرد إجراء شكلي، في حين أن فولوديمير زيلينسكي هو من بدأ ذلك لكن التوصل إلى هذا الاتفاق فشل بعد المشادة المفاجئة التي حدثت في المكتب البيضاوي في نهاية شهر فبراير. ويبدو أن اللقاء القصير مع الرئيس الأوكراني في كنيسة القديس بطرس قد غير إلى حد ما موقف الرئيس الأمريكي.

وأشارت "لوفيجارو" إلى أن اتفاق المعادن خطوة في الطريق الصحيح؛ إذ يمكن لإدراة ترامب أن تفخر بانتزاع "تعويض" من كييف مقابل المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا.. وفي المقابل، يمكن لفلوديمير زيلينسكي أن يهنئ نفسه بالتوصل إلى شراكة ملموسة مع واشنطن.

ولفت إلى أن هذا ليس إنجازا هينا؛ نظرا لأن ترامب أجرى تغيير في تحالفه من خلال تأسيس خطته للسلام في أوكرانيا حسب مواقف موسكو؛ ويرافق الاتفاق التعديني أيضا تسليم شحنة جديدة من الأسلحة الدفاعية الأمريكية إلى كييف.

ورأت الصحيفة أن هذا "الاتفاق" يظهر أيضا إلى أي مدى لا يزال الطريق نحو التوصل لاتفاق سلام طويلا وصعبا مع التزام فلاديمير بوتين على مضض.

ورغم إصرار إدارة ترامب على أنها جزء من "عملية سلام تركز على أوكرانيا حرة وذات سيادة ومزدهرة على المدى الطويل"، فإن هذا ليس أمرا مسلما به.

من جانبهم، لا يمكن لكييف وللأوروبيين أن يقبلوا ـ لا في هذ المرحلة من المفاوضات ولا من خلال هذه الصيغة ـ اقتراح ترامب بالاعتراف بالسيادة الروسية على القرم وضم أربع مقاطعات تسيطر عليها جزئيا القوات الروسية.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن المسيرة نحو السلام تتطلب ممارسة ماهرة للضغط على موسكو وكييف وتوفير ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا وصيغ دبلوماسية مبدعة وماهرة بالاضافة إلى الصبر، إنها رحلة معقدة نأمل ألا ينهيها دونالد ترامب متعبا.