مأساة فايزة أحمد في زواجها الأول.. عرض أبناءه للبيع وأسرتها أنقذتها

0 تعليق ارسل طباعة

في عام 1957، وبينما كانت المطربة الكبيرة فايزة أحمد تغادر لبنان عقب زيارة قصيرة، وقفت على بوابة الطائرة في مطار بيروت تستعد للعودة إلى القاهرة. ولكن المفاجأة كانت عندما استوقفها رجال الشرطة وأبلغوها بأنها ممنوعة من السفر، دون أن تفهم السبب.

كان زوجها في ذلك الوقت، عازف الكمان عبد الفتاح خيري، وهبطا معًا من الطائرة وسط حالة من الدهشة والارتباك. وبعد تحقيقات قصيرة، اتضح أن زوجها السابق قد تقدم ببلاغ ضدها يتهمها بخطف ابنتها منه، في محاولة يائسة للتشهير بها.

إلا أن فايزة أحمد تمكنت من إثبات كذب هذا البلاغ، حيث كانت الطفلة مقيدة بإحدى المدارس الداخلية في بيروت، لتتم تبرئتها سريعًا وتستأنف رحلتها إلى القاهرة.

وعقب تلك الواقعة، أجرت فايزة حوارًا صريحًا مع مجلة "الكواكب"، تحدثت فيه لأول مرة عن مأساتها مع زواجها الأول، وقالت إنها كلما ذكرت هذه التجربة تشعر بمرارة لا تزول، ووصفت هذا الزواج بأنه صفحة مؤلمة في حياتها لا تزال آثارها النفسية تلاحقها رغم مرور السنين.

 

زواج بالإجبار... وخداع بالثراء

كانت فايزة لا تزال فتاة صغيرة في الثالثة عشرة من عمرها حين تقدم أحد الرجال لخطبتها، مدعيًا أنه ثري ويمتلك قصرًا فخمًا، واستطاع بخطابه المعسول أن يخدع أسرتها، التي لم تجد مانعًا من تزويج ابنتهم الصغيرة إليه.

وفي لحظة مفاجئة، أخبرتها والدتها بأنها لن تذهب إلى المدرسة مجددًا، لأن موعد الزواج قد اقترب. وبعد أيام قليلة، وجدت نفسها جالسة في الكوشة بجوار رجل غريب تراه لأول مرة.

 

حياة قصيرة... ونهاية غير متوقعة

رغم صدمة البداية، حاولت فايزة التأقلم مع وضعها الجديد، خاصة أن الزوج كان يظهر اهتمامًا بها، وازداد اهتمامه عندما علم بحملها. ولكن سرعان ما تبدل الحال عقب الولادة، وبدأت المعاملة القاسية والإهمال.

وفي أحد الأيام، فوجئت بأسرتها تطرق باب منزلها وتطالب الزوج بتطليقها، وهو ما حدث بالفعل، دون أن تدري فايزة السبب الحقيقي وراء هذا التحول المفاجئ في موقفهم.

لاحقًا، وبعد ضغوط الأسئلة، علمت بالحقيقة الصادمة: هذا الرجل كان متزوجًا من عشر سيدات قبلها، وكان يستغل كل زيجة لأغراض دنيئة، أبرزها إنجاب الأطفال ثم بيعهم لأسر أرمنية، أو إجبار الزوجات على العمل والاستيلاء على دخلهن.

وعندما اكتشف أن فايزة تمتلك صوتًا مميزًا، خطط لاستغلالها في الغناء بالأفراح والحفلات، لكن تدخل أسرتها أنقذها من مصير مظلم كانت ستواجهه هي وأولادها.

رغم قسوة التجربة، فإن فايزة أحمد استطاعت أن تتجاوز المحنة وتبدأ حياة جديدة، حافلة بالنجاح الفني. لكنها لم تنس يومًا تلك القصة، وظلت تذكرها بحزن في لقاءاتها، لتكون تذكيرًا دائمًا بما قد تخفيه الواجهة المزيفة من حقائق مريرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق