الإفتاء: لا مانع شرعًا من تقديم العزاء لغير المسلمين أو حضور جنازاتهم

0 تعليق ارسل طباعة

أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعيًا من تقديم العزاء لغير المسلمين أو حضور جنازاتهم، مشددة على أن الإسلام دين يدعو للتعايش ويأمر بحسن معاملة جميع البشر دون تفرقة، طالما لم يكن في ذلك إخلال بثوابت الدين.

جاء ذلك في ردها على سؤال وُجه إليها حول جواز تعزية جار غير مسلم في وفاة والده، الذي عُرف عنه العداء للإسلام ونشر الشبهات حوله.

وأوضحت الدار أن الأصل في الإسلام هو البر والقسط، كما جاء في قوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية وبعض روايات المالكية والحنابلة أجازوا تعزية غير المسلمين، معتبرين إياها من مظاهر البر، مثل زيارة المرضى، وبيّنت أن الشرط الأساسي هو انتقاء ألفاظ مناسبة، مثل: "عوَّضكم الله خيرًا" أو "ألهمكم الله الصبر".

وأضافت أن التعزية لا تُمنح فيمن كان معاديًا للإسلام أو ينشر التشكيك فيه، إلا إذا رُجِيَ إسلام المعزَّى، وذكّرت بفتواها رقم (189) لسنة 2011 التي تؤكد على المنهج الإسلامي في التعايش، ونبذ الانغلاق والتعصب، مشيرة إلى أن الإسلام لا يمانع من مشاركة غير المسلمين في أحزانهم وأفراحهم في إطار من البر والخلق الحسن.

وفي رد آخر عبر صفحتها الرسمية، أجابت الدار عن سؤال بشأن حضور مراسم دفن غير المسلم في الكنيسة، مؤكدة أنه "لا بأس شرعًا" في ذلك، طالما لم يصاحبه فعل يخالف العقيدة. كما أجاز الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى، الدعاء لغير المسلم بالرحمة بالمعنى العام، ما دام لم يكن محاربًا للدين.

وأكد أن صفات مثل الكرم والنظام ليست حكرًا على المسلمين، مشيرًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، موضحًا أن الرحمة بالمعنى الإنساني العام ليست محظورة، بخلاف الاستغفار الذي اختصه الله بالمؤمنين.

واختتمت الإفتاء بأن تعزية غير المسلم في وفاة قريبه جائزة شرعًا، إذا صاحبتها نية البر وحسن الجوار، داعية إلى انتقاء الألفاظ التي تُشعر أهل المتوفى بالمواساة والرحمة دون تجاوز للثوابت.

507.webp
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق