"القصبجى".. عبقرى الموسيقى الذى اضطر لبيع بيته

0 تعليق ارسل طباعة

"أنا في محنة..أنني أدفع 15 جنيهًا إيجار للبيت الذي أسكنه، بينما دخلي لا يتجاوز عشرة جنيهات!، إن عدد أفراد أسرتي الذين أعولهم  يبلغ 16 فردًا، إنهم جميعا أمانه في عتقي، وأنا عاجز عن الوفاء بحاجاتهم "هكذا بدأ  الموسيقار العظيم  محمد  القصبجي أحد أيقونات الموسيقا العربية، القصبجي الذي ولد في 15 أبريل عام   1892، ورحل في 25 مارس 1966.

القصبجي الذي لحن لأم كلثوم "ياما ناديت"، "إن كنت أسامح وأنسى الأسية": و"أنت فاكرني ولا ناسياني “، و"مادام بتحب بتنكر ليه"، "و"رق الحبيب".

 يقول في حوار طويل كان دخلي من درس الموسيقى كبيرًا، فقد كنت ألقنها لفتيات الأسر الكبيرة، ولم أفكر أن اتقاضى ثمنًا لألحاني.

 وبتابع القصبجي حديثه عن محنته "لكن الدنيا لا تدوم على حال، لقد أولتني الدنيا ظهرها.. ولم أعد معلمًا للموسيقى، فقد أصبحت الموسيقى عند هذه الأسر هي " الجاز" و"الروك وانرول، وأنا لا أفهم فيهم".

 ويستطرد كان لي بيت في شارع الخليج المصري اضطررت لبيعه بـ1200 جنيه، وأنفقت المبغ على أسرتي.. ولم تبخر المبلغ كما تبخر البيت من قبل، أضبح العمل الوحيد الذي يدر دخلًا على الآن هو عملي كعازف للعود في تخت أم كلثوم.. وأتقاضى منه عشرين جنيهًا في الليلة!

 وقد ختم حواره  هذا: أقول ياليتني طاوعت ابني، ولا أجري وراء الخيالات والأوهام وأضيع عمري في خدمة الذين يتجاهلونني الآن!.

في كتابه أنا والعذاب وأم كلثوم، أكد الناقد طارق الشناوي، أن كوكب الشرق عندما قررت إعلان خبر زواجها من الموسيقار محمود الشريف نزل الخبر كالصاعقة على رأس القصبجي  والذي  اقتحم منزلها حاملا خلف ظهره مسدسًا ليجبر الشريف على إنهاء علاقته بأم كلثوم، لكن سيدة الغناء العربي احتوت الأمر وقدرت مشاعر القصبجي.

وظل القصبجي رغم تجاهل أم كلثوم لحبه لها حريصًا عليها، فقد ضحى بمستقبله كموسيقار له بصماته الواضحة في الموسيقى العربية، مفضلًا البقاء بجوارها عازفًا في فرقتها حتى توفي في 26 مارس من عام 1966 عن عمر 74 عامًا، تاركًا وراءه أفضل الألحان وأروع تضحية يقدمها محب لمحبوبته رغم تفضيلها لآخرين عليه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق