أصبحنا في عالم يبدو فيه أن الطفولة محمية بالقوانين والمجتمعات، ما زالت هناك جريمة صامتة
تتسلل إلي براءة الصغار دون أن تري أو تسمع... إنها جريمة االستغالل الجنسي لألطفال، التي
تتخفي خلف جدران المنازل، أو زوايا اإلنترنت، أو حتي أماكن يفترض أن تكون آمنة علي
قالت الدكتورة منى كمال عبدالسميع شاهين مدرس بقسم العلوم األساسية – بكلية التربية للطفولة المبكرة – جامعة القاهرة، عن أهم التفاصيل عن مخاطر الاستغلال الجنسي.
أطفالنا.
فما هو الاستغلال الجنسي للأطفال... ؟
هو استخدام الطفل إلشباع رغبات جنسية من قبل بالغ أو مراهق أكبر منه، وقد يكون ذلك عبر
اللمس أو التعري القسري أو استخدام الطفل في صور ومواقع إباحية أو حتي عبر المحادثات
الإلكترونية ذات الطابع الجنسي، وهو فعل لم يقتصر فقط علي الإيذاء الجسدي، بل يمتد إلي إذلال
نفسي، وتهشيم للثقة، وتدمير للهوية.
كما تعد جريمة الاستغلال الجنسي صامتة....
• لأن الضحية لا تتكلم خوفا أو خجلا من البيت والمجتمع.
• الجاني غالباَ ما يكون شخصاَ موثوقاَ أو قريباَ وموضع ثقة للآخرين.
• لأن المجتمع يصمت: خشية ثقافة وعادات وتقاليد المجتمع.
• لأن القانون أحياناَ يتأخر في توفيرالحماية اللزمة أو الدعم النفسي والقانوني للضحايا.
آثار الاستغلال الجنسي لا تنتهي...
التنتهي الجريمة بإنتهاء الفعل، بل تبدأ آثارها هناك وتترك شرخاَ نفسياَ كبيراَ ومن أبرز
العواقب:
• الإضطرابات النفسية التي تتركها للطفل: القلق، الإكتئاب، اضطرابات النوم، نوبات
هلع، خوف.
• فقدان الثقة بالنفس والآخرين.
• ميول عدوانية أو انسحابية وسلوكية غير مفهومة.
كيف نحمي أطفالنا...؟ الحماية لا بد أن تبدأ بالوعي....
• الوعي والتثقيف المبكر المناسب لسن الأطفال بلغة بسيطة تتناسب مع أعمارهم: من
حق الطفل أن يعرف حدود جسدة.
ومن يسمح له بلمسه ومن لا يحق له، والتميز بين
اللمسة الجيدة والسيئة.
• بناء الثقة مع الأطفال: فتح باب حوار مع الطفل وتشجيعة ليشعر بالأمان في الإفصاح
دون خوف أو لوم، كما يجب تخصيص وقت للحوار اليومي مع الطفل، وسؤاله عن
يومه، ومن تعامل معهم.
• رقابة المحتوي الرقمى الذي يقدم للطفل بصفة مستمرة: راقب من يتحدث إليهم،
وماذا يشاهد بإستخدام أدوات رقابة أبوية لمنع الوصول إلي محتوي أو تواصل غير
آمن.
• توفير دعم نفسي قانوني للضحايا الذين تعرضوا الاستغلال الجسدي، وكسر حاجز
الصمت عبر تقديم بلغات فورية، وعدم التساهل مع المعتدين.
• سن قوانين صارمة تعاقب المعتدين وتمنح الطفل الحماية القانونية الكاملة.
دعوة للمجتمع: الاستغلال الجنسي للأطفال ليس شأناَ فردياَ، بل قضية مجتمعية.
لا بد من تكاتف الجميع ) األسرة ـ المدرسة ـ الجهات األمنية ـ ووسائل اإلعلم ( لخلق بيئة آمنة وكسر
حاجز الصمت حول هذه الجرائم، حين نصمت عن هذه الجريمة، فإننا ال نحمي األطفال بل
نحمي الجناة.
أطفالنا ليسوا وحدهم في مواجهه الخطر، بل نحن المسؤولون عن حمايتهم وخلق عالم
يستحقون أن ينموا فيه بأمان وكرامة
0 تعليق