حسين عبد البصير عن نقش الأردن: توسّع مصري إمبراطوري في قلب الصحراء العربية

0 تعليق ارسل طباعة

أثار وجود نقش باسم رمسيس الثالث في وادي رم بالأردن العديد من علامات الاستفهام، وفي محاولة لتفسير الأمر التقت الدستور عالم الآثار المصرية الدكتور ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية الدكتور حسين عبد البصير والذي تحدث باستفاضة حول هذا الأمر..

عالم الآثار حسين عبد البصير

وقال حسين عبد البصير: "يمثل ذلك النقش دليلًا نادرًا وقويًا على امتداد النفوذ المصري إلى جنوب بلاد الشام وشمال شبه الجزيرة العربية خلال أواخر عصر الدولة الحديثة. وهو جزء من سلسلة نقوش توثق حملة مصرية كبرى انطلقت في العام الثالث والعشرين من حكم رمسيس الثالث، ضمن جهود التوسع التجاري والتعديني والعسكري للدولة المصرية.

ويضيف عبد البصير في تصريح لـ"الدستور": "يكشف الاكتشاف أن الحضارة المصرية لم تكن منعزلة، بل كانت منفتحة على محيطها الإقليمي، خاصة في إطار البعثات الاستكشافية إلى مناطق مثل سيناء، التي اشتهرت بمناجم النحاس والفيروز. ويعكس وجود نقوش رمسيس الثالث في الأردن، وفلسطين، وشمال الجزيرة العربية، طموحًا إمبراطوريًا تجاوز الحدود التقليدية.

نقوش تذكارية

واستكمل عبد البصير قائلا: "ينضم النقش الجديد إلى أربعة مواقع أخرى عُثر فيها على نقوش مماثلة: وادي الحمر، ووادي حجيه، وثميلات راديدي، وواحة تيماء. وتشير هذه المواقع إلى وجود طريق بري طويل ومنظم كانت تسلكه البعثات، غالبًا برفقة وحدات عسكرية، وكان يتم توثيقه بنقوش تذكارية تحتوي على خرطوش ملكي وألقاب مثل "سيد الأرضين" و"قوي عدالة رع"، وهي ألقاب تعزز مركزية السلطة الملكية.

وواصل: "كان الطريق، الذي يُعتقد أنه امتد عبر محور سيناء – النقب – تيماء، بربط بين مصادر المواد الخام والمركز المصري، مرورًا بمحطات تموين ومعابد مثل معبد حتحور في سرابيط الخادم، الذي يؤكد بدوره على التنظيم الدقيق للبعثات. وقد كانت النقوش توضع كل 30 كيلومترًا تقريبًا، لتؤرخ للمسار وتؤكد السيطرة المصرية.

وتابع: "لا يُثري ذلك الكشف فقط فهمنا للجغرافيا السياسية في العصر المتأخر، بل يسلّط الضوء أيضًا على الدور المزدوج للنقوش الصخرية: كتعبير دعائي عن قوة الدولة، وكدليل ميداني للبعثات الاقتصادية والعسكرية.

واختتم:" إن ذلك الاكتشاف يعيد الاعتبار لحضارة مصر كقوة إقليمية كبرى، كانت قادرة على إدارة مسارات التجارة والتعدين عبر صحاري واسعة، ويذكّرنا بأن أحجار الصحراء تحفظ أصداء الملوك وأحلامهم.

الاكتشاف الأثري

يذكر أن الاكتشاف الأثري الجديد يعيد رسم ملامح النفوذ المصري خارج حدود وادي النيل، وكانت وزارة السياحة والآثار الأردنية قد أعلنت عن العثور على نقش يحمل اسم وألقاب الملك رمسيس الثالث، أحد أعظم ملوك الأسرة العشرين، وذلك في جنوب شرق محمية وادي رم بالأردن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق