كشف الدكتور يوأنس لحظى جيد، السكرتير الشخصى السابق للبابا فرنسيس، رئيس «مؤسسة الأخوة الإنسانية» فى مصر، في حوار سابق لـ"الدستور" عن علاقة البابا فرنسيس بالبابا تواضروس الثاني.
وقال إنه تجمعهما علاقة عميقة وصادقة وقوية، وكل منهما يكن للآخر احترامًا وتقديرًا كبيرين، سواء على المستوى الشخصى أو على المستوى الكنسى. ومنذ أن التقيا فى عام ٢٠١٣، بعد أشهر قليلة من انتخابهما، تبادلا اللقاءات والحوارات والأحاديث، لدعم وتعزيز هذه العلاقة الفريدة، وسعيا معًا لتقريب وجهات النظر، والسير على طريق الوحدة فى المحبة والرجاء والإيمان.
وأضاف: "تقوم علاقة الفاتيكان بمصر على 5 محاور أساسية، الأول هو وجود الكنيسة القبطية الكاثوليكية، التى يرأسها البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، ويتبعها كل الكاثوليك الأقباط فى مصر، وهى كنيسة متحدة مع كنيسة روما، والثانى العلاقة المسكونية مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التى أسسها القديس مرقس، تلميذ القديس بطرس مؤسس كنيسة روما، وهى علاقة تاريخية مهمة وعميقة.
المحور الثالث هو العلاقة مع الأزهر الشريف والحوار بين الأديان، وأخيرًا العلاقة التاريخية مع مصر، التى تقوم على الدور المحورى لمصر والفاتيكان، سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى.
وتُعد مصر من بين أولى الدول العربية التى أقامت علاقات دبلوماسية مع دولة الفاتيكان، وتحتفظ مصر والفاتيكان بعلاقات ودية ومستقرة، منذ بدء إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين فى ٢٣ مايو ١٩٤٧.
وأستطيع تأكيد أن علاقة مصر والفاتيكان تمر، منذ تولي البابا فرنسيس والرئيس عبدالفتاح السيسى، بمرحلة متميزة للغاية وصداقة، سواء على المستوى الشخصى أو على المستوى الرسمى بين الدولتين.
وأضاف: “أؤكد أن البابا فرنسيس يكن محبة خاصة لمصر ولشعبها الكريم، وقد عبّر عن هذه المحبة خلال استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الفاتيكان، فى أول زيارة خارجية له بعد انتخابه فى نوفمبر ٢٠١٤، وكذلك باستقباله البابا تواضروس، فى أول زيارة لقداسته فى الخارج بعد تجليسه على كرسى القديس مرقس، فى مايو ٢٠١٣، إلى جانب استقباله شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، داخل المقر البابوى بالفاتيكان، فى مايو ٢٠١٦، بعد قطيعة دامت ٥ سنوات”.
وكل هذه زيارات مهمة، جعلت البابا فرنسيس يقبل دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى له بزيارة مصر عام ٢٠١٧، رغم كل الصعوبات الأمنية والجيوسياسية التى صاحبت الزيارة.
وتبادل البابا فرنسيس والرئيس السيسى الحوار فى الكثير من المناسبات عبر الهاتف، والتقى البابا شيخ الأزهر الشريف أكثر من مرة، ووقعا «وثيقة الأخوة الإنسانية» فى أبوظبى، وكذلك التقى البابا تواضروس.
وكشف البابا فرنسيس للبابا تواضروس وشيخ الأزهر عن أنه يكن محبة كبيرة لمصر، وتقديرًا لدورها الإقليمى والدولى، وخلال زيارته التاريخية إلى القاهرة قال: «نشعر جميعًا أثناء دراستنا للتاريخ والنصوص الدينية، بأن جزءًا منا مصرى»، قبل أن يردد باللغة العربية عبارتى: «مصر أم الدنيا» و«تحيا مصر».
0 تعليق